مزاجك في غذائك
في دراسة نشرتها مجلة لانست الطبيعة توصل عالم النفس الأمريكي دافيد نبتون إلى أن معظم الأطعمة ذات المذاق السائغ اللطيف تساعد على تحسين المزاج.
وتوضح الدكتورة هبه عيسوى – أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس أن الدراسات والبحوث أثبتت أن الغذاء المتوازن والعادات الغذائية يمكن أن يحققا الوقاية من كثير من الأمراض النفسية ومن أهم العناصر الغذائية حمض الفوليك أحد مشتقات فيتامين ب وهو مسئول عن مرض الاكتئاب والشعور بالهبوط إذ قل ونقص عند السيدات بصفة خاصة مما يسبب لهن اضطرابات نفسية وهو متوافر في الخضراوات الورقية والبقوليات ثم يأتي السيلينيوم وتعتبر الجوز من أغنى المصادر النباتية له لذلك فإن تناول جوزتين يومياً يضمن لنا كمية كافية من السيلينيوم وكذلك فواكه البحر والأسماك التي يصفها المتخصصون كغذاء للدماغ وتحسين المزاج لما تحتويه من نسبة مرتفعة من السلينيوم بالإضافة إلى أن افتقار الجسم لهذا الملح المعدني يجعلنا نشعر بالكآبة والقلق والإرهاق.
وتضيف الدكتورة هبه عيسوى أن الماغنسيوم كذلك يلعب دوراً كبيراً في مقاومة التوتر العصبي ويساعد على الاسترخاء وهو موجود بنسبة كبيرة في الموز لدرجة أن موزة واجدة تحتوى على حاجة الجسم اليومية من Bb المفيد في تخفيف مرض الاكتئاب فضلاً عن أن الموز غني بحمض أميني هو أحد مكونات السيرتونين الذي يطلق عليه الناقل السعيد للمزاج، كذلك أكدت الدراسات على أهمية التريبتوفان الذي يعتبر غذاء حيوياً وأساسياً للحفاظ على المزاج الحسن ويتوفر هذا العنصر الغذائي في لحم الديك الرومي والدجاج والسمك والبيض والمكسرات والحليب.
يضاف إلى ذلك مضادات الأكسدة ومنها الأحماض الدهنية وأوميجا 3 وأميجا 6 التي تساعد على تحسين الحالة المزاجية للأشخاص والمعروف أن بذور الكتان والأسماك والمحار من أهم منتجات هذه الأحماض، وعلى عكس ما يعتقد الكثيرون بأن الكافيين مسبب للتوتر فإن الدراسات العلمية أثبتت أن الكافيين الموجود في القهوة له دور كبير في منح الحيوية والنشاط خاصة في الصباح وفترات الخمول ويستعمل كدواء للتخلص من الاكتئاب ولكن استخدامه يجب أن يكون بشكل واع حتى لا يضر بالشخص لأن كثرة الكافيين في الدم تؤدي إلى التوتر والقلق وصعوبة النوم مما يعكر المزاج ويصيب الشخص بالقلق النفسي.
وأخيراً تؤكد الأبحاث كعلى أهمية الشيكولاته لأن بها مادة الفينيليثيلامين الموجودة في الكاكاو والتي تساعد على أفراز مادة الإدريالين والدوبامين اللتان تعملان على تحسين المزاج، وبهذا يثبت علميا أن الغذاء له دور أساسي في إحساس الفرد بالراحة النفسية ولكن التنوع تلك المواد وعدم الإفراط في ذلك ضروري.