السبت , نوفمبر 23 2024
الرئيسية / استشارات نفسيه / أيام العيد .. مرحلة مهمة في حياة الابن المدمن

أيام العيد .. مرحلة مهمة في حياة الابن المدمن

أيام العيد .. مرحلة مهمة في حياة الابن المدمن

الأسرة التي لديها ابن مدمن تعيش مأساة حقيقية بكل ما تحمله كلمة مأساة من معنى، وغالباً ما تخف وطأة هذه المأساة في أيام شهر رمضان المبارك لأن المريض بالإدمان عادة ما يبتعد عن التعاطي من تلقاء نفسه خلال الشهر الكريم، غير أنه قد يعود إلى التعاطي من جديد بانتهاء الصيام وخاصة أيام العيد التي ينشط فيها تجار المخدرات.

وبالرغم من أن أيام الأعياد يمكن أن تكون فترة خصبة لمعاودة التعاطي غير أنها فرصة جيدة للأسرة لمساعدة الابن على الشفاء من الإدمان باتخاذها بعض الإجراءات واتباع بعض السلوكيات.

قبل توضيحها لهذه الإجراءات والسلوكيات الواجب على الأسرة اتباعها قالت د. هبة عيسوى – أستاذ مساعد الأمراض النفسية والعصبية بكلية طب جامعة عين شمس.

بداية يجب توضح أن الفكرة في الصيام ليست مجرد الامتناع عن الطعام والشراب والملذات وإنما ترويض النفس وتنمية الإرادة، هذا الترويض هدفه أن كل فكرة لا يجب أن تنفذ بل يجب الأخذ في الاعتبار مشاعر الآخرين. وترويض النفس عادة ما يستخدم في علاج بعض الاضطرابات النفسية مثل “الشخصية النرجسية” والتي يتميز صاحبها بحب الذات والأنانية وأن يكون محور الاهتمام ومحط أنظار الناس، أي لديه مبالغة في إحساسه بنفسه، والشخصية النرجسية هي شخصية إعتمادية.

وتضيف: المدمن أيضاُ يعتمد على الآخرين في كل شئ حتى على المادة المخدرة لإعطائه إحساسا زائفاً بالسعادة والنشوى والهدوء والثقة بالنفس. وإذا نظرنا إلى الصيام فسنجده ترويضاً للنفس، فالإنسان يروض نفسه ويمتنع عن الطعام والشراب رغم أن أحداً لا يراه، إنما هي علاقة بينه وبين ربه. إذن فالصيام يفيد الشخصية الاعتمادية وعندما ينجح الإنسان في إتمام الصيام يشعر في نهاية اليوم بالسعادة. والمدمن عادة يرفض الاعتراف بأنه مدمن وعادة ما يحاول إثبات ذلك لنفسه وللآخرين فيصوم رمضان. ومن خلال خبرتها في علاج الكثير من الحالات تؤكد أن نسبة تعاطي المخدرات ضئيلة جداً خلال رمضان ومرتفعة للغاية في أيام العيد، لذا يجب على الأهل استثمار تلك الفترة لصالح الابن وفرصة جيدة لبداية الشفاء وألا تسمح له بالتراجع والعودة إلى الإدمان بتغيير كل ما يحيط بالابن المريض من أشياء تساعد على استعادة تجربة الإدمان حتى لا يتذكر إحساسه بالسعادة الزائفة. وتقترح على سبيل المثال تغيير لون طلاء حجرة الابن أو تبديل أماكن وترتيب أثاثها وتغيير نوع العطر الذي يستخدمه فالمدمن إذا كان يتعاطى المادة المخدرة في سيارة أو حجرة أو مكان ما يعود إلى هذا السلوك السيئ إذا توافرت الظروف التي تجعله يستعيد التجربة أو يتذكرها وهو ما يعرف بالارتباط الشرطي. وبتغيير الأشياء والظروف المحيطة يحدث تفكك لهذا الارتباط الشرطي حتى وإن كانت أشياء بسيطة من وجهة نظرنا.

وتضيف : عادة ما يبرهن المريض بالإدمان على أنه غير مدمن بأنه استطاع صيام رمضان، وهي فرصة جيدة لبداية العلاج، فالصيام سلوك إيجابي لذا يجب أن نثني عليه وعلى كل سلوك إيجابي مصاحب له، فعندما يبتعد الإنسان عن تعاطي المخدرات يتحسن مظهره كثيراً فيقل الشحوب ويختفي احمرار العين والهزال ويشعر بقدرته على التعايش مع الآخرين وليس مجرد الاعتماد عليهم وكذلك تختفي كثير من سلوكياته السيئة مثل السرقة والعنف .. الخ.

عندما تتحسن الصورة ويزداد الثناء عليه ويقل اللوم تزداد ثقته بنفسه وهي خطوة مهمة في طريق العلاج لأن المدمن مقتنع بأنه لا يستطيع ممارسة حياته دون الاعتماد على المخدرات.

فلتكن أيام العيد فرصة لإشعار الابن بالدفء الأسري وإزكاء ثقته بنفسه بالثناء على كل عمل إيجابي يبدر منه مهما يكن صغيرا.

شاهد أيضاً

شقاوة الاطفال المرضية – فيديو

شقاوة الاطفال المرضية – فيديو