طفلي يدخل الامتحان لأول مرة
لو عادت كل أم بذاكرتها لسنوات مضت حين التحق طفلها أو طفلتها بالمدرسة لأول مرة لتذكرت فرحة كبيرة من الأعماق لا تستطيع نسيانها لإحساسها بأن طفلها أو طفلتها كبرت وأصبحت تقف على أولى درجات المستقبل الدراسي.
هذا المستقبل الذي بنهايته سوف يتحقق المستقبل العملي الذي به تشعر الأم بالاطمئنان على أبنائها وبحمايتهم من الزمن ومن غدره، فالعلم هو السلاح الوحيد الذي لا يستطيع أحد انتزاعه وحتى تحقق الأم هذا الأمان لأبنائها عليها أن تراعي نقاطاُ كثيرة في أسلوب تربية أبنائها منذ دخولهم المدرسة، ومن أجل تحقيق هذا كان هذا اللقاء مع الدكتورة هبة عيسوي أستاذ م. الطب النفسي والأعصاب في كلية طب عين شمس للتعرف على مسئولية الأسرة والمدرسة تجاه الطفل عندما يدخل الامتحان لأول مرة فأوضحت أنه حين يدخل الطفل المدرسة في السنوات الأولى من حياته ويبتعد عن بيته وأسرته ويدخل عالماً جديدا من الالتزام غير المعاد عليه أن يتسم بالحرية والمسئولية في تحصيل دراسي أو أداء الواجب المدرسي وأهم من ذلك خوض تجربة الامتحان لأول مرة في حياة الطفل الذي لا يتعدى عمره 7 سنوات، فكيف توضح فكرة الامتحان للطفل ببساطة؟ وكيف يدخل تجربة الامتحانات لأول مرة بدون خسائر نفسية يمكن أن تلحق به في سنوات العمر التالية؟
يمكن أن نقول: إن المدرس ليس هو المسئول الوحيد عن توضيح صورة الامتحان للطفل إنما الأسرة عليها أن تبسط فكرة الامتحان لأن صورة الفزع الذي قد يسيطر على الطفل من البكاء وأوجاع وآلام المعدة أيام الامتحانات والاضطرابات مما يقلل من قدرته على استرجاع المعلومات وتحصبل درجات ضعيفة مقارنة بمستواه الدراسي طوال العام، فأيا كان الأسرة أو المعلم فعليهما أن يشتركا معاً في تبسيط فكرة الامتحان وهي باختصار قياس معرفة ما تم دراسته على مدار الشهور الدراسية وليس مقياسا لنجاحه أو فشله
في الحياة.
وتؤكد الدكتورة هبة عيسوي أن هناك أدواراً للمدرس خاصة في السنوات الأولى الابتدائية تتلخص في الآتي:
1- عرض نموذج للامتحان على التلميذ ومساعدته في حله حتى ينتهي المستوى الأول لرغبته في الامتحان.
2- العمل على تأكيد فكرة الالتزام بالوقت المناسب للامتحان بحيث يتعلم التلميذ أن هناك وقتا محددا لعمل هذا الامتحان دون أن يخوض تجربة سرقة الوقت بالامتحان.
3- تعليم التلميذ أن هناك تقديراً يحصل عليه التلميذ بعد انتهاء الامتحان، وهذا التقدير محل اهتمام المدرس والأسرة ولكن ليس محلاً لتقليل ثقته بنفسه.
4- تبسيط فكرة الامتحانات آخر العام بحيث نجعلها كأي امتحان من امتحانات الشهور التي مرت عليه، وتضيف الدكتورة هبة عيسوي أن للأسرة دوراً حيوياً للعمل على تقليل القلق عند الأطفال وخوف الامتحانات ومنها:
1- على الأم أن تقتنع بمستوى طفلها التعليمي فلا تحاول في الأيام الأخيرة التي تسبق الامتحانات الضغط عليه وتكثيف ساعات التحصيل بشكل مبالغ فيه لأن ذلك لا يجدي إنما يزيد الطفل قلقا وإجهادا.
2- الاهتمام بممارسة الرياضات التي اعتاد عليها التلميذ كي تجدد نشاطه وتساعده على الترفيه عن نفسه.
3- على الأم التزام الهدوء فلا تصرخ في وجه الطفل حين يخطئ في حل نماذج الامتحانات ، فالصراخ يشتت الطفل ويقلل تركيزه فلا يستوعب الإجابة الصحيحة، مما يجعل الطفل يكرر نفس الأخطاء مرة ثانية.
4- عدم توجيه اللوم المباشر للطفل على عدم استيعابه أو ضعفه في التحصيل بل علينا تشجيعه وبث الحماس فيه للحصول على أحسن الدرجات.
5- عدم الإكثار من المراجعة ليلة الامتحان حتى يتسنى له مراجعة المنهج كله لأن ذلك يزيد من توتر الطفل وقلقه فلا يستطيع النوم ليلاً ويقوم في الصباح في حالة من الإعياء الشديد.
6- الانتهاء من المراجعة سريعاً حتى تترك فترة كافية للطفل للراحة واللعب.
7- على الأم آنذاك ألا تهتم اهتماما بالغا بالتعليق على الأخطاء التي كتبها الطفل في الامتحان السابق حتى لا يصاب بالإحباط مما يقلل من أدائه في باقي الامتحانات.
8- على الأم أيضاً أن تعلم أن القلق المبالغ فيه ينتقل دون أن تشعر إلى طفلها مما يعرضه إلى ألم بالمعدة وقي في صباح يوم الامتحان مع خوف ورهبة شديدة مع رعشة في جسمه ويديه.
9- وإذا ظهر أعراض القلق على الطفل فعلى الأم أن تهتم بها وتتيح للطفل الفرصة للحديث عن مخاوفه وما ينتابه من الامتحان، لأن ذلك يقلل من أعراضه.
10- أخيراً الاهتمام بتغذية الطفل والإكثار من البروتينات والألبان والعسل الأبيض والفواكه خاصة البلح وأيضاً الزبيب وعين الجمل مما يساعده على التركيز والاستيعاب.
وفي النهاية نقول أن تربية الأبناء ليست سهلة، فهي تحتاج لتكثيف الجهود والعلم مع الخبرة والحنان والمرونة في التعامل مع الصداقة واحتواء المشاعر مع الحزم في بعض الأحيان والحوار المستمر لتحقيق تواصل معهم، فالبصداقة والحب نحقق مستقبلاِ مشرف لأبنائناإن شاء الله.