الطرق العلاجية فى الإرشاد النفسى :طريقة وليمسون و
طريقة أليس Ellis
أولا : الطرق القائمة على النظرية العقلية( المعرفية) :
النظرية العقلية للإرشاد النفسى هى تلك التى تميل إلى المنهج العقلى المنطقى فى حل المشكلات أو الصعوبات التى تواجهها الحالة ولذلك فالإرشاد النفسى فى ضوء هذا التوجه عملية معرفية ، وتميل هذه النظرية إلى ألبساطه فى طبيعتها وأن تكون انتقائية بمعنى أنها تقبل أو تتبنى عدة أساليب متنوعة ، كما أنها تؤكد على أهمية التشخيص ، باستثناء “اٍليس Ellis ” الذى لم يهتم بالتشخيص مع أن طريقته عقلية لأنه يستخدم المنطق والحوار العقلى للوصول الى حل للمشكلات ،
أشار باترسون Patterson (1992) إلى ثلاث طرق عقلية للإرشاد النفسى وهى كما يلى:
- طريقة وليمسون Williamson القائمة على وجهة نظر مينيسوتا :
عمل “وليمسون” بجامعة مينيسوتا أربعين عاما ، وما يعرف عن وجهة نظر مينيسوتا ارتبط باسم “وليمسون” وطريقة مينيسوتا تطورت من أساس مهنى حيث تركز على مشكلات التكيف التربوى والمهنى، وتحاول هذه الطريقة استخدام الطريقة ألعلميه فى الإرشاد وذلك بالاعتماد على القياس والاستنتاج ، وتشتمل على جمع مادة ثم تركيبها وتلخيصها فى صورة تشخيص ثم استنتاج النتائج وتخطيط برنامج عمل ، فالمرشد ينغمس فى علاقة تعليمية مع المسترشد يساعده من خلالها فى الحصول على المعلومات ثم يناقش معه الاختيار أو اتخاذ القرار أو تحقيق الحل للمشكلة وهذه الطريقة تعتمد على التوجيه المباشر التعليمى من المرشد إلى المسترشد وهذا يشير إلى أن “وليمسون” لديه ثقة محدودة فى قدرة المسترشد على حل مشكلته وتحمل مسئوليته .
- طريقة ثورن Thornee :
تعرف هذه الطريقة بطريقة إرشاد الشخصية وهذا الأسلوب مبنى على النسق الطبى الذى يعتبر اضطرابات الشخصية شبيهة بالمرض الجسمى . وبناء على ذلك فالتشخيص يعتبر أساسا للعلاج ، لقد تجنب “ثورن” العرض النظرى وحاول الاعتماد على طريقة التوليف أو الانتقاء .
- طريقة أليس Ellis :
تعتبر محاولة “اليس” اكبر محاولة لإدخال العقل والمنطق فى عملية الإرشاد والعلاج النفسى، وقد سميت هذه الطريقة أولا “بالعلاج العقلى” ثم بالعلاج العقلى الانفعالى, وأخيرا سميت نظريته بالعلاج العقلى الانفعالى السلوكى Rational Emotive Behavior Therapy ، وصيغة العلاج الأخيرة هذه هى اخر التعديلات التى ادخلها “اليس” حتى عام 1995 ، فبعد أن كان يؤكد على الطابع المنطقى والمعرفى لطريقته فى العلاج وأدى هذا الى سوء فهم طريقته ألعلاجيه حيث اعتقد الكثيرون انذاك انها تهتم فقط بالمعرفات Cognitions الا ان “اليس” ومنذ البداية كان يرى ان الافكار والانفعال والسلوك هى عمليات نفسية مترابطة ومتفاعلة ومتداخله وان طريقة العلاج تهتم بها جميعا ، ولكى يواجه “اليس” الانتقادات التى تتهمه باهمال الانفعال اعاد تسميه طريقته عام 1961 باسم العلاج العقلانى الانفعالى (R E T ) وحديثا ذهب “اليس” الى ان طريقته واسلوبه ومنهجه فى العلاج يمكن ان نطلق عليه العلاج العقلانى الانفعالى السلوكى (R E B T ) ويشير “اليس” فى هذا الاطار الى أن التفكير والانفعال والسلوك لدى الانسان جوانب لا تنفصل عن بعضها البعض بل انها جوانب تتفاعل جميعا بصورة ذات دلالة (Ellis , 1995 , 85 ) باضافة دراسة السلوك فى طريقة “اليس” بدأ استخدام الفنيات السلوكية فى حدود الاطار النظرى للعلاج العقلانى ومن بين هذه الاساليب الواجبات المنزلية النشطة التى يكلف بها المسترشد لمواجهة المواقف او قراءة كتاب ، ومنها ايضا اساليب الاشراط الاجرائى مثل التعزيز والعقاب والتشكيل وغيرها ومنها ايضا اساليب الاشراط الاجرائى مثل التعزيز والعقاب والتشكيل وغيرها ومنها ايضا اسلوب الاسترخاء وغيره من اساليب التشتيت البدنى ، كما ان اسلوب التخيل الذى يستخدمه المعالج العقلانى الانفعالى يشتمل على جوانب معرفية وانفعاليةوسلوكية حيث يطلب من المسترشد ان يتخيل نفسه فى موقف الانفعال الكدر ثم يتخيل نفسه وقد غير من هذا الانفعال الى انفعال اقل فى المستوى منه (من الغضب الى الضيق ) وفى المرة التالية الى مستوى اقل وهكذا ، (محمد محروس ، 1994 ،116) كانت نظرية “اليس” تقوم على بعض التصورات والفروض المتعلقه بطبيعة التعاسة والاضطرابات انفعالية التى يعانى منها ، ومن بين هذه التصورات والفرض ما يلى ( باترسون ، ترجمه ، حامد الفقى ، أ ، 1992، 176 ، 177)
- الانسان حيوان عاقل وحين يفكر ويسلك بطريقة عقلانية يصبح ذا فاعلية ويشعر بالسعادة والكفاءة
- الاضطراب الانفعالى والسلوك العصابى يعتبران نتيجة للتفكير غير المنطقى ، والتفكير والانفعال متصلان ، فالانفعال يصاحب التفكير ، والانفعال فى حقيقته تفكير منحاز ذاتى وغير عقلانى
- يرجع التفكير غير العقلانى فى اصلة ونشاته الى التعلم المبكر غير المنطقى ، فالفرد لديه استعداد لذلك كما انه يكتسبه من والديه والثقافة التى يعيش فيها .
- الانسان حيوان متكلم والتفكير يتم عادة خلال استخدام الرموز الكلامية ، ولما كان التفكير يصاحب الانفعال والاضطراب الانفعالى فأ ن التفكير غير العقلانى يستمر بالضرورة طالما يستمر الاضطراب الانفعالى
- حالة اضطراب الانفعالى تستمر نتيجة للظروف والاحداث الخارجية التى تتجمع على صورة جمل يتم استدخالها او تمثلها.
- الافكار والانفعالات السلبية او المثبطه للذات يجب مهاجمتها باعادة تنظيم الادراك والتفكير بدرجة يصبح معها الفرد منطقيا ومتعقلا ، وهدف الارشاد النفسى ان يوضح للمسترشد ان حديثه مع ذاته يعتبر المصدر لاضطرابه الانفعالى ، ويبين له كيف ان هذه الاحاديث الذاتية غير منطقية ويساعده على ان يستقيم تفكيرة حتى يصبح الحديث الذاتى لديه اكثر منطقيه واكثر فاعلية وبالتالى غير مصحوب بانفعالات سلبية او سلوك احباطى للذات.
كيف يتم تكوين الافكار اللامنطقية ؟
يرى “اليس” ان الاحداث فى حد ذاتها لا تسبب لنا الاضطراب ولكن الذى يسبب الاضطراب هو افكارنا ومعتقداتنا حول هذه الاحداث فاذا كان الشخص لديه افكار منطقية عنها نتج عن ذلك نتائج مرغوبة ومناسبة ، اما اذا كان الشخص لديه افكار لا منطقية نتج عن ذلك نتائج غير مرغوبة وغير مناسبة، وقد شرح “اليس” ذلك كالاتى :
(أ) حدث منشط (شيء حدث بالفعل ، اتجاه) .
(ب) الأفكار والمعتقدات التي يتبناها الشخص نحو (أ) وهى التى تؤدى إلى النتيجة .
(ج) النتيجة أو رد الفعل .
ولما كان (ب) هو المسئول عن(ج) فان هدف العلاج هو تغيير (ب) او ضبطها حتى يتم تحقيق نتائج مرغوبه .
ونعطى مثالا يوضح تكوين الافكار اللامنطقية بالتطبيق على بعض انواع القلق :
تفسير القلق فى ضوء العناصر الثلاثة ا,ب,ج
(أ)
رؤية منظر حرب |
(ب)
انه موقف خطير |
(ج)
استجابة قلق الصدمه ما بعد الحرب |
رؤية الموت أو الخوف من الموت | هذا الموقف مثير للاعصاب واجد صعوبة فى تحمله | استجابة قلق الموت |
الخوف من الوجود بشكل فردى فى الخلاء | سيكون الشعور سيئا تجاه هذا الموقف فى المستقبل | استجابة قلق رهاب الساحة |
فى ضوء اراء “اليس” عن علاقة الافكار اللاعقلانية بالاضطرابات الانفعالية وايضا علاقة عمليات التفكير اللامنطقية بالاضطرابات الانفعالية فان خطة العلاج تتضمن محاور ثلاثة ضرورية :
المحور الأول : تحديد الافكار اللاعقلانية العامة التى تؤدى الى الاضطرابات الانفعالية ثم محاولة دحضها بالعقل والمنطق:
قد حدد “اليس” احدى عشرة فكرة اوقيمه لاعقلانية تؤدى فى راية الى انتشار الاضطرابات الانغعالية والعصاب وهى كما يلى:
- من الضرورى ان يكون الشخص محبوبا او مرضيا عنه من كل المحيطين به
- ينبغى ان يكون الشخص على درجة كبيرة من الكفاءة والمنافسة التى تصل الى حد الكمال حتى يشعر ان له قيمته واهميته
- بعض الناس يتصفون بالشر والوضاعة والجبن ولذلك فهم يستحقون اللوم والتوبيخ والعقاب
- انه لمن النكبات المؤلمه ان تسير الامور على غير ما يتمنى المرء
- تنتج التعاسه عن ظروف خارجية لا يستطيع الشخص التحكم فيها
- تعد الاشياء الخطرة او المخيفة سببا للانشغال الدائم والهم الكبير ، ويجب ان يكون الشخص دائم التوقع لها ، وعلى اهبة الاستعداد لمواجهتها والتعامل معها
- الاسهل للشخص ان يتفادى بعض المشكلات او المسئوليات بدلا من مواجهتها
- يجب على الشخص ان يكون مستندا على اخرين ، وان يكون هناك شخص اقوى منه يعتمد عليه
- الخبرات والاحداث الماضية هى التى تحدد سلوك الشخص الحالى ولا يمكن استبعاد تأثير الماضى
- ينبغى ان يحزن الشخص لما يصيب الاخرين من اضطرابات ومشكلات
- هناك دائما حل صحيح او كامل لكل مشكلة ، ويجب ان نبحث عن هذا الحل لكى لا تصبح النتائج مؤلمة وخطيرة.
المحور الثانى: عمليات التفكير اللامنطقية المرتبطة بالاضطرابات الانفعالية:
بجانب الافكار اللاعقلانية التى تؤدى الى الاضطرابات الانفعالية توجد عمليات عقلية لا منطقية تؤدى الى الاضطرابات الانفعالية ومنها : المبالغة والتعميم وأخطاء الحكم والاستنتاج ، ومهمة المرشد النفسى العمل على تغييرها وتدريب المسترشد على عمليات التفكير المنطقي: العمليات العقلية .
- المبالغة Exaggeration ادراك الموقف وتفسيرة باكثر مما هو عليه بالفعل
- التعميمGeneralization ، الانتقال بالادراك والتفسير والحكم من الخاص الى العام او من الجزء الى الكل.
ج) اخطاء الحكم والاستنتاج يعرف الحكم Judgement ، بأنه قرار عقلى براى معين ويعرف الاستنتاج Inference بانه انتقال العقل من قضية مسلم بها الى قضية اخرى مترتبه عليها.
المحور الثالث: الافكار اللاعقلانية الخاصة المرتبطة باضطراب انفعالى محدد :
بجانب الافكار اللاعقلانية العامة والتى اشرنا اليها فى “المحور الاول” اشار “اليس” الى ان كل اضطراب انفعالى يرتبط بافكار لاعقلانية خاصة بهذا
ممارستها بسبب الخوف المبنى على الاعتقادات والافكار الخرافية ، وقيام المسترشد بذلك يعتبر هجوما مضادا على المعتقدات والافكار الخاطئة
الفنيات العلاجية :
من اهم الفنيات العلاجية التى يستخدمها المعالج العقلانى انفعالى ما يلى:
التلقين ، وصف السلوك ، الجدل ، الايحاء، الاقناع ، الواجبات المنزلية ، التقليد ، لعب الدور، التخيل، اساليب الاشراط الاجرائى مثل التعزيز والتشكيل.