الاضطرابات النفسية في النفاس

تعد أوقات النفاس من أكثر الفترات الحرجة للمرأة، وهي المدة من الولادة حتى ستة أشهر بعد الوضع وفي بعض الأحيان تستمر هذه الفترة إلى 12 شهر وهذه الفترة من الفترات الحرجة في حياة  المرأة لأن هناك عوامل وتغيرات صحية ونفسية واجتماعية.  وتنقسم اضطرابات النفاس النفسية إلى ثلاثة أنواع :

(1) حزن النفاس       (2)  اكتئاب النفاس            (3)  اكتئاب النفاس الزهاني

اكتئاب النفاس : يحدث هذا عادة بعد الولادة بأسبوعين إلى أربعة أسابيع يعرف هذا باكتئاب النفاس المبكر وتبلغ نسبة الإصابة في العام من 8% إلى 15% ومن الطريف أنه كان هناك اعتقاد سائد في المجتمعات البدائية هو أن هذه الحالة متعلقة بالرضاع وأن الحليب هو السبب الرئيسي في ظهور هذه الإعراض عند الأم ومما يزيد المشكلة تعقيداً في مجتمعاتنا العربية أنه في بعض الأحيان تكون صحة الطفل أهم من صحة الأم خصوصاً إذا كان المولود ذكراً ولا شك أن تقديم صحة الطفل عن صحة الأم يؤدي أحياناً إلى عدم الاكتشاف المبكر للاكتئاب النفاسي وهذا يعني أن الاكتئاب لا يكتشف حتى تظهر أعراض شديدة أو مضاعفات خطيرة مما قد يشكل خطورة على الطفل المولود.

ومن أعراض الاكتئاب في فترة النفاس

• فقدان الاهتمام والاستمتاع بالنشاطات في الحياة العادية.
• انعدام الاستجابة للأحداث المحيطة فهي لا تستطيع الفرح.
• الاستيقاظ في الصباح المبكر قبل الوقت المعتاد.
• صعوبة في النوم وقلق بالليل.
• الأعراض تكون أسوأ في الصباح.
• فقدان الشهية بالغ.
• فقدان للوزن
• فقدان بالغ للرغبة الجنسية.

وفي النوبات الاكتئابية الشديدة قد تقدم الأم على إيذاء النفس غالباً من خلال تسميم الذات بواسطة أدوية.

العلاج لهذه الحالات، من الأفضل استخدام أكثر من وسيلة علاجية لمرضي اكتئاب النفاس من جهة وذهان النفاس من جهة أخرى وبما أن الوقاية تأتي دائماً قبل العلاج أول خطوة في الوقاية هي تميز ما يسمى بالمجموعة المعرضة (Risk group) وهي المجموعة التي تكون أكثر تعرضاً لهذه الحالة من غيرها مثل (1) وجود تاريخ عائلي يجعل أكثر تعرضاً لهذا  (2) صغر عمر الأم  (3)  فقدان الدعم الاجتماعي والأسري  (4) عدم وجود زوج  (5) طلاق المرأة  (6) الأم من زواج عرفي أو غير شرعي.

والمفروض أن تكون هناك عبارات مناسبة بالنساء الحوامل اللاتي ينتمين إلى المجموعة المتفرقة. ومثلاُ تكون عيادات الحمل الخاصة أو العيادات النفسية للمرأة في فترات الكروب.

وأخيراً العلاج الدوائى الذي تحتاجه الأم من مضادات الاكتئاب وأخيراً علينا أن نتابع المريضة بعد الشفاء لأن اكتئاب النفاس قد يستمر لفترة طويلة وأن 60% من الحالات يصل احتمال رجوع الحالة بعد الولادات القادمة.