أنواع الارشاد النفسى و مدارسة الفكرية
الإرشاد النفسي هي الخدمات التي يقدمها اختصاصيون في علم النفس الإرشادي وقف مبادئ وأساليب دراسة السلوك الإنساني خلال مراحل نموه المختلفة ويقدمون خدماتهم لتأكيد الجانب الإيجابي بشخصيه المسترشد واستغلاله في تحقيق التوافق لدى المسترشد وبهدف اكتساب مهارات جديدة تساعد على تحقيق مطالب النمو والتوافق مع الحياة واكتساب قدرة اتخاذ القرار ويقدم الإرشاد لجميع الأفراد في المراحل العمرية المختلفة ( الأسرة المدرسة والعمل )
- . يعتبر الإرشاد النفسي كعلم وفن وممارسة حديث النشأة فقد أستعمل استعمالات عديدة ليصف مدى واسعاً من النشاطات وتناوله العديد من الكتاب
بتعاريف عديدة وتعريف مفهوم الإرشاد النفسي مثل ماعرفة wreen أنة علاقةدينامية هادفة بين شخصين حيث تختلف الإجراءات التي يشترك فيها كل من المرشد والمسترشد
كما عرفة أبو لبده أنة علاقة تفاعلية بين فردين حيث يحاول أحدهما وهو المرشد” مساعدة الأخر وهو المسترشد كي يفهم نفسه فهماً أفضل بالنسبة إلى مشكلاته في الحاضر .
الموضوع الاول : الارشاد النفسى علم :
موضوع الارشاد النفسى كالعلم science بوجه عام هو : دراسة ذات موضوع محدد ومناهج محددة واهداف محددة تسعى الى تحقيقها . والموضوع والمناهج والاهداف هى الشروط الثلاثة للعلم.
- موضوع الارشاد النفسى :
موضوع الارشاد النفسى هو” الانسان” ، فان خصائص الانسان محور اهتمام الارشاد النفسى ( المسترشد)، هو من لديه مشكلات سلوكية او مشكلات تعليمية او اضطرابات انفعالية لم تصل الى درجة التعقيد ، وليست ناتجة عن عيوب بيولوجية او فسيولوجية او نيرولوجية .
ورغم وجود المشكلات والاضطرابات لدى المسترشد الذى يتعامل معه الارشاد النفسى الا ان المسترشد يكون مازال لديه وعى بذاته ولديه درجة من قوة الارادة يمكن تقويتها واعادة توجيهها ، كما يمكنه تكوين رؤية واضحه لحدود حقوقه وواجباته وامكانياته واهدافه وميوله وذلك بعد ان يتم مساعدته على اعادة استبصاره بذاته واعادة فهمه للعمليات العقلية التى يمارسها ، وفهم ظروف ومتطلبات البيئة التى يعيش فيها. معنى ذلك ان الانسان محور اهتمام الارشاد النفسى اقرب الى السواء ، لان لديه امكانات وطاقات نمو وعقل ولكن توجد عقبات او مشكلات او اضطرابات تعوق تحقيق ذلك ، فى هذه الحالات تقدم خدمات الارشاد النفسى لازالة العقبات وحل المشكلات وخفض الاضطرابات وتسهيل عملية النمو .
عندما تقدم خدمات الارشاد النفسى يتم الاهتمام بالجوانب الايجابية فى الشخصية ولذلك يتم التركيز على السواء فى الاشخاص العاديين وغير العاديينى
وعندما نتعامل مع جوانب القصور او المشكلات والاضطرابات يتم التعامل معها على انها متغيرة عكس العلاج النفسى الذى يتعامل معها على انها شبه ثابته .والخلاصة فى هذا الجانب ان المسترشد محور اهتمام الارشاد النفسى هو انسان اقرب اللى السواء .
2- مناهج الارشاد النفسى :
الارشاد النفسى له ثلاثة مناهج هى : المنهجى الانمانى والمنهج الوقائى والمنهج العلاجى .
المنهج الانمانى Developmental Method :
نستخدم هذا المنهج عند التعامل مع الاشخاص بهدف تدعيم الايجابيات متعديل السلبيات وازالة العقبات التى تعوق مسار النمو الطبيعى ورفع كفاءة الشخص الى اقصى حد ممكن ، ومن الخدمات الارشادية للمنهج الانمانى مايلى :
توفير كل العناصر والظروف التى تحقق التكامل بين مظاهر النمو عبرمراحل النمو المختلفة
التعرف على امكانيات وميول واتجاهات الشخص وتنميتها لتكوين شخصية قوية فعالة ومنتجة.
فى ضوء طبيعة المنهج الانمانى والخدمات التى يقدمها يتبين انه يتعامل مع الا سوياء وانه نظرى فى اغلب الاحوال .
المنهج الوقائى Preventive method :
يهدف المنهج الوقائى الى منع حدوث المشكلة ، لتقليل الحاجة الى العلاج ، ولذلك يطلق عليه منهج التحصين النفسى ، وله ثلاثة مستويات للوقاية هى :
- الوقاية فى المستوى الاول : تتضمن ازالة الاسباب التى تؤدى الى المشكلة .
- الوقاية فى المستوى الثانى : تتضمن الكشف المبكر او التشخيص المبكر للمشكلة للسيطلرة عليها ومنع تطورها.
- الوقاية فى المستوى الثالث : تتضمن تقليل الاثار الناتجة عن حدوث المشكلة .
وتتعدد الخدمات الارشادية التى تقدم لتحقيق اهداف المنهج الوقائى مثل : الخدمات التربوية ، والخدمات الصحية والخدمات الاسرية والخدمات المهنية التى تقدمها مركز الارشاد الاسرى , مراكز رعاية الطفولة والخدمات التى تقدمها وسائل الاعلام .
فى ضوء طبيعة المنهج الوقائى والخدمات التى يقدمها يتبين انه يهتم بالاسوياء اكثر من اهتمامه بالذين يعانون من مشكلات او اضطرابات خاصة فى المستويين الاول والثانى .
– المنهج العلاجى Remedial Method :
عندما تحدث المشكلات او الاضطرابات وتصبح الخدمات الارشادية التى تقدم من خلال المنهج الانمانى او المنهج الوقائى غير كافية او غير فعالة فى هذه الحالة تكون الحاجة الى الخدمات الارشادية العلاجية .
وفى ضوء طبيعة المنهج العلاجى والخدمات التى يقدمها يتبين انه يحتاج الى مرشد نفسى متخصص مهنيا ولديه خبرة ومهارة فى التشخيص والتخطيط للبرامج الارشادية وتنفيذها وتقويمها . والمنهج العلاجى اكثر المناهج تكلفة فى الوقت والجهد والمال ، كما ان نتائجه متحققة بدرجة عالية اذا تمت بطرق علمية سليمة .
3- أهداف الإرشاد النفسي :
يمثل الهدف مشروعا للعمل كما أنه يعكس حاجة المسترشد الى تعلم طريقة في التفكير أو تعديل في اتجاهاته وأنماط تفكيره او فغل شئ ما ، و قبل الشروع فى تحقيق الهدف يتم تصور الهدف في العقل ويتم تحديد والاساليب والطرق اللازمة لتحقيقه..
تنقسم الاهداف الى اهداف عامة واهداف خاصة.
الاهداف العامة :
لأغراض عملية يمكن تقسيم الاهداف العامة الى الانواع التالية :
- تحقيق الذات ، ويتم ذلك عن طريق التعرف على طاقات واكانيات المسترشد وتقدير جوانب القوة والضعف في شخصيته ثم توظيف جوانب القوة وتعديل جوانب الضعف وزيادة الثقة بالذات والتعامل مع المواقف بايجابية وايجاد معان لها قيمة في حياته وغرس الامل في المستقبل .
- تحسين العملية التعليمية ، ويتم تحقيق ذلك عن طريق توفير مناخ ملائم للعملية التعليمية واثارة دافعية المتعلم واشباع حاجاته ، والتعرف على المشكلات السلوكية والاضرابات الانفعالية والمشكلات المرتبطة بالتعليم وتقديم خدمات ارشادية لها .
- تحقيق النمو المهني والتوافق المهني ، ويتحقق ذلك عن طريق تقديم خدمات ارشادية في محاور ثلاثة كما يلي :
- التربية المهنية ، وهي تهدف الى اعداد الشخص اعدادا مهنيا من خلال المناهج الدراسية والانشطة الصفية واللاصفية .
- الاختيارالمهني : تقدم الخدمات في هذا الجانب بهدف مساعدة الشخص على اختيار مهنة تناسب قدراته وميوله وتشبع حاجاته وتحقق له الرضا الوظيفي
- ج- التأهيل واعادة التأهيل المهني : تقدم الخدمات في هذا الجانب الى الاشخاص الذين لديهم اعاقة ما في مراحل النمو الاولي و يتم اعادة تاهيلهم لممارسة عمل مناسب بديل فى ضوء القدرات والامكانيات لديهم .
4- تحقيق التوافق الاجتماعى :
ويتم تحقيق ذلك عن طريق مساعدة المسترشد على معرفة الاخرين وتقبلهم والثقة فيهم والتفاعل معهم بايجابية والذى نستدل عليه من الشعور بالامان والاطمئنان عند التفاعل مع الاخرين وتجنب رفضهم الاجتماعي .
5- تحقيق الصحة النفسية :
تقدم الخدمات في هذا الجانب للوصول بالمسترشد الى افضل الادرجات حيث يتم مساعدة المسترشد على تحقيق التطابق بين أقواله وأفعاله وبين سلوكه الظاهر وسلوكه غير الظاهر . ولكن عندما نساعد المسترشد على خفض الصراع بين دوافعه الشعورية واللاشعورية وتدربيه على اشباع حاجاته بالطرق الايجابية في المكان المناسب والزمان المناسب ، فان ذلك يعتبر حلولا واقعية لتحقيق الصحة النفسية.
الارشاد النفسي يقوم على أسس عملية مستفيدا بذلك من فروع علم االنفس النظرية والتطبيقية ، ونشير بايجاز الى هذه الاسس كالتالي :
- أسس الارشاد النفسي:
تقدم الخدمات الارشادية في ضوء أسس يتطلب مراعاتها عند تقديم هذه الخدمات ومتن أهم هذه الاسس ( محمد سعفان ،2001 (أ)، 21-26 ).
- ثبات السلوك الانساني الى حد ما وفي ضوء هذا يمكن استنتاج ما سيكون عليه السلوك في المستقبل . وهذا الاساس له قيمته في بناء البرمانج الارشادي
- مرونة السلوك الانساني وقبوله للتعديل ، وفي ضوء هذا يتم وضع البرامج الارشادية ، لأن السلوك المرن هو السلوك القابل للتعديل ، والسلوك القابل للتعديل في الارشاد النفسي هو السلوك المكتسب الذي تم تعلمه . وليس هناك تعارض بين ثبات السلوك نسبيا ومرونته ، لأن ثبات السلوك نسبيا خاصة المكتسب يمكن تعديله من خلال الربامج الارشادية خلال فترة زمنية مححدة .
- تختلف أثار المشكلة ( النفسية ، الاجتماعية ، الاخلاقية ) باختلاف مصدرها ، وهذا يحتم ضرورة معرفة مصدر المشكلة