أسلوب العلاج باللعب
العلاج باللعب يعتمد على التفاعل الإيجابي بين الطفل والمعالج المتخصص. ويتعرض الطفل في أثناء اللعب، وفي الوقت الذي يختاره، ووفقاً للأهداف التي يحددها بنفسه، للمواقف والمشكلات الماضية والحالية، والتي تؤثر على حياته في الوقت الراهن.
وفي العلاج باللعب يستطيع الطفل استجماع قدراته الداخلية لإحداث تغيير، وتطور في الموقف. والعلاج باللعب يتمحور حول الطفل نفسه، وفيه يكون اللعب هو الأداة العلاجية الرئيسية، والحوار هو الأداة الثانوية.
ويوجد نوعين من العلاج باللعب، هما: 1- العلاج باللعب المبني على التحليل النفسي، 2- اللعب غير الموجه والمتمحور حول المريض. وفي العلاج باللعب المبني على التحليل النفسي، يتم التعامل مع التفاعلات أثناء اللعب على أنها تعبيرات رمزية منعكسة من الصراعات التي تدور في اللاوعي، ويتم تفسير هذه التعبيرات وفقاً لمعايير نظرية التحليل النفسي. أما في العلاج باللعب غير الموجه والمتمحور حول المريض، يعد اللعب في حد ذاته تدخل علاجي، وليس مجرد وسيلة لاستخلاص معلومات لإعادة تفسيرها وفقاً لأسلوب علاجي آخر. أي أنه في أثناء اللعب، تطفو المشاعر والصراعات التي تدور داخل الطفل على السطح، فيقوم بمواجهتها، وفهمها، ثم يتعلم كيفية السيطرة عليها، أو التخلص منها بإرادته.
وقد ظهرت في السنوات العديدة الماضية العديد من الألعاب التي تساعد الأطفال على فهم مشاعرهم الداخلية، والتعبير عنها، وعلى سبيل المثال لا الحصر، لعبة «ملك أو ملكة الجزيرة». وفي هذه اللعبة ينصب الطفل ملكاً على جزيرة، ويكون دوره هو اختيار الأشخاص الذين سيعيشون معه على هذه الجزيرة، ووفقاً للخيارات التي سيقوم بها، يحاول الطبيب المعالج التعرف على موقف الطفل من الأشخاص المحيطين به.
وتعد ألعاب الحاسب الآلي، والننتندو، والقصص المصورة، سرد القصص، والألعاب التي تمارس على لوح (مثل بنك الحظ، والسلم والثعبان) وسائل عملية، تستخدم في تشجيع الأطفال على تطوير طرق جديدة للتغلب على المشكلات، والسيطرة على السلوكيات العدوانية ومنعها، والتعبير عن المشاعر والآلام التي تصاحب الكروب، وتفريغ هذه المشاعر في عمل إيجابي، بحيث يستطيع امتصاص الكروب بشكل مقبول، ويتغلب على الإحساس بالخوف والترقب اللذان قد يعقبا الكروب.
ويوجد نظم متعددة لقياس فاعلية العلاج باللعب، ومدى التقدم الذي يحققه الطفل. ويتم قياس هذا التقدم في أثناء العلاج الفردي باللعب، وذلك من أوجه مختلفة.
ويعد العلاج العائلي باللعب طريقة أخرى، تجمع بين العلاج باللعب والعلاج العائلي، وفي هذه الطريقة يشارك في اللعب الطفل والوالدين والطبيب المعالج، ويتعرضون لموقف في اللعبة، تم التخطيط لها مسبقاً. وأخيراً، العلاج الجماعي باللعب، والذي يعتمد على مقدار تفاعل الأطفال المشاركين مع بعضهم البعض، ومع المعالج المتخصص، في إطار لعبة غير موجهة.
ويستخدم أسلوب العلاج باللعب في علاج الفصام الذهاني، والاكتئاب، وحالات الهلع، واضطرابات ما بعد الكرب، واضطرابات (القلق المصاحب للانفصال)، والوسواس القسري، واضطرابات عجز الانتباه وفرط الحركة.