الجمعة , مايو 3 2024
الرئيسية / استشارات نفسيه / وسواس «كورونا» القهري

وسواس «كورونا» القهري

وسواس «كورونا» القهري

الاضطراب الوسواسى القهرى هو نوع من الاضطرابات التى تربك حياة المريض والمحيطين به، وتصل نسبة الإصابة به فى العالم إلى حوالى 3% .. فمرضاه يكونون، أحيانًا، واعين لحقيقة أن تصرفاتهم الوسواسية غير منطقية، ويحاولون تجاهلها أو تغييرها، لكن دون جدوى.. ومع انتشار فيروس “كورونا” الذى اجتاح العالم هذه الأيام يزداد عددالمصابين ب الوسواس القهرى خاصة من النساء، حيث إن نسبة المصابات من النساء تفوق الرجال أما خطورة هذا المرض مع ازدياده فى الفترة الحالية فتكمن فى أنه يضعف المناعة بسبب الاضطراب الدائم الذى يشعر به الشخص الوسواسى.. هذا ما أكدته د.هبة العيسوى، أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس.

وتقول، إن تصرفات المريض تكون قهرية إلزامية كالخوف من عدوى الجراثيم، مثلا، فبعض المصابات باضطراب الوسواس القهرى ، ولكى يشعرن بالأمان، يقمن، مثلا، بغسل أيديهن بشكل قهرى، إلى درجة أنهن يسببن الجروح والندوب الجلدية لأنفسن. وعلى الرغم من المحاولات والجهود المبذولة، إلا أن الأفكار المزعجة، الوسواسية – القهرية، تتكرر وتواصل لتسبب بالضيق والانزعاج، وقد يؤدى الأمر إلى تصرفات تأخذ طابع المراسم والطقوس.

وهذا المرض متعدد الأشكال والأنواع لكنه أساسا يأتى على شكل أفكار مرضية أو وسواسية.. بمعنى أن المريضة تكون غير متأكدة أنها قامت بغسل يدها جيدا أو أنها قامت بتنظيف حذائها جيدا وتتشكك فى مدى النظافة التى حصلت عليها من استحمامها.. وتلك الأفكار الوسواسية كما تؤكد د. هبة، يمكن أن تحول حياتها إلى جحيم فهى تتصور دائما أنها ملوثة خاصة مع انتشار فيروس “كورونا” الذى زاد حال هؤلاء المرضى اضطرابا.. فقد أكدت لى إحدى المريضات أنها تعيش هذه الأيام فى كابوس ولا تعرف متى تستيقظ منه.

وتشير إلى أنه عادة أثناء العلاج من الوسواس القهرى نقوم بتدريب المريضة على لمس الأشياء المحيطة بها، والتى تتخوف منها بحجة أنها مليئة ب الجراثيم والميكروبات ، ولكن مع انتشار فيروس “كورونا” فقد يختلف أسلوب العلاج لأنه بالفعل قد يكون المقبض مثلا الذى يمتنع عن لمسه المريض يكون حاملا للفيروس، وهنا لابد أن نقوم بتعديل العلاج المعرفى السلوكى حتى يتماشى مع مريض الوسواس القهرى ويكون فعال فى هذا الوقت من انتشار الوباء..

حلول لمرضى الوسواس فى زمن الكوروناA

وتقدم د. هبة العيسوى، بعض النصائح لمريضات الوسواس تلك الأيام التى ازداد فيها حدة هذا المرض فتقول: أول شىء لابد أن تفعله المريضات أن يكتسبن وعيا تجاه مشاعرهن وأفكارهن فتنتبهن إلى فكرة المبالغة فى النظافة، حيث يكون هذا الانتباه بداية العلاج، ثم عليهما القيام بتدوين الأفكار الوسواسية التى تهاجمها كأن تكتب مثلا «أنا لن ألمس مقبض الباب، أو أنا غير متأكدة من نظافتى، أنا لن أفتح الباب لأحد» أى تكتب تلك الأفكار كما يشعر بها وكلما شعرت بشىء جديد تقوم بتدوينه حتى توقف تلك الأفكار المزعجة حتى لا يظهر عليها ما يسمى الطقوس.

ومن العلاجات المجدية أيضا هى تغيير المكان أو الوضع عندما تهاجمها الأفكار الوسواسية حتى تقوم بتشتيت أفكارها الوسواسية فإذا كانت جالسة تنام أو إذا كانت واقفة تجلس، وهكذا حتى تشتت أفكارها لتنتقل بعد ذلك إلى النقطة التالية، وهى بعض التمارين التى تؤدى إلى الاسترخاء.. حيث تقوم بإرجاع الرأس إلى الخلف لمدة دقيقة حتى تشعر بشد فى عضلة الرقبة تقوم بعدها بالرجوع برأسها إلى الأمام فتشعر ببسط للعضلات، لأن مرضى الوسواس يكون لديهم دائما آلام فى الرقبة وأسفل الرأس بسبب انفعالهم، وهناك تدريب آخر وهو تدليك للرأس بشكل دائرى لمدة دقيقة.. ثم تدليك للمنطقة بين طرف العين والأذن بحركة دائرية لمدة دقيقتين أو ثلاثة ثم تدليك للرقبة من الخلف بالضغط على الرقبة من أسفل إلى أعلى حتى تشعر المريضة بالاسترخاء لكل العضلات، وكل هذه التمارين تنجح فى تشتيت الأفكار الوسواسية، وهناك تدريب آخر يساعد على تشتيت الأفكار وهو أن تغمض المريضة عينيها بشدة ثم تفتحهما ثم تضغط بكعبها على الأرض.. فهذا التدريب من شأنه أن يعيدها إلى الواقع ويبعدها عن الأفكار الوسواسية فتدرك مثلا أن يديها قد التهبت من كثرة غسلها.

وعلى مريضات الوسواس، الكلام أيضا للدكتورة هبة، عمل روتين لنفسهن مثل الرياضة لمدة 20 دقيقة صباحا ومساء أو رقص الزومبا ، حيث تقلل الضغوط، ولابد لها من المحافظة على مواعيد النوم والمحافظة على الأكل المتوازن لأن السمنة تزيد التوتر والقلق وكل القلق يغذى الأعراض الوسواسية وأخيرا لابد من مراجعة طبيبها لضبط جرعة العلاج.

شاهد أيضاً

شقاوة الاطفال المرضية – فيديو

شقاوة الاطفال المرضية – فيديو