هل يوجد برنامج علاجى للإقلاع عن تناول الترامادول؟
يقول قارئ: أنا مدمن ترامادول، بدأت فى تناوله بعد إجرائى عملية جراحية بمفصل الفخذ، فى البداية كان الغرض من تناول الترامادول هو المسكن ولكن سرعان ما زادت الجرعة إلى أن وصلت جرعتى اليومية إلى 600 مجم، وأصبحت لا أستطيع الامتناع عن تعاطى الترامادول مطلقا ، فهل هناك برنامج علاجى يمكن أن أتبعه للتخلص من آثار هذا العقار الضار
تجيب عن السؤال الدكتورة هبة عيسوى، أستاذ أمراض الطب النفسى بجامعة عين شمس، قائلة: إن الترامادول عبارة عن مسكن أفيونى فعال فى علاج الآلام الحادة، ويؤدى إلى اعتماد جسدى وسيكولوجى، مما يؤدى إلى طلب زيادة الجرعات حتى يصل الطالب له إلى حالة الهدوء والتخلص من الألم، مما يؤدى إلى الإدمان وعقار والترامادول أحد مشتقات المورفين وعند تناوله بكثرة وباستمرارية يتوقف الجسم عن إفراز مادة تسمى أندورفين، ولهذا يظهر أعراض الانسحاب بعد التوقف عن التعاطى.
وعلى من يرغب فى الإقلاع عن تناول الترامادول بهدف الإدمان أن يتخذ قرارًا صارمًا بالإقلاع، دون أى مساومة مع الذات، مع إرادة قوية، هذا مع الاستشارة الطبية.
وعن مراحل علاج وتأهيل مدمن الترامادول تقول الدكتورة هبة عيسوى، هذه المراحل يجب تنفيذها بشكل جاد وصارم لأنها الطريقة الفعالة للعلاج وتجنب الانتكاسة وتنقسم هذه المراحل إلى:
– مرحلة سحب السموم
-مرحلة متابعة العلاج
– مرحلة التأهيل
وهناك مجموعة من الحقائق لابد أن يعرفها الشخص الذى قرر التوقف عن الإدمان الترامادول لأى عقار إدمانى إما أن يكون عن طريق التدرج، أو التوقف المفاجئ وأنا أفضل الطريقة الثانية لأنها فعالة، ولكن ستظهر أعراض الانسحاب مثل القلق، التوتر، اضطراب فى النوم، شعور بعدم الراحة، ألم فى المفاصل والظهر خصوصًا فى أول يوم، إضافة إلى العصبية الشديدة والتشنجات، وقد تصل إلى نوبات الصرع، هذه الأعراض قد تستمر إلى ثلاثة أو أربعة أيام على الأكثر.
ولكن بالتصميم والعزيمة ستمر هذه الأيام الأولى على خير، ومن أفضل الطرق أن تتوقف عن تناول الترامادول فى اللحظة التى تشعر فيها بذلك ولا داعى للتسويف.
وتشير عيسوى إلى أن الطرق العلاجية غير الدوائية لا تعطى نسب نجاح كبيرة خاصة للمرضى الذين استمروا على الدواء لأكثر من عامين، ولهذا يفضل دائماً أن يتم العلاج فى مستشفى أو مركز متخصص.
وهناك مجموعة من الأدوية المساعدة لتخفيف وعلاج أعراض الانسحاب ويمكن استعمالها تحت إشراف الطبيب المتخصص منها مسكنات للألم غير إدمانية كمسكن الاسبيجك أو أيبوبروفين فى الليل ومضادات الاكتئاب مثل ميرتازبين Mirtazapine) والمطمأنات العظمى التى تساعد على الهدوء والنوم، ولكن لا داعى مطلقا لاستبدال الترامادول بمنومات أخرى لأنها يمكن أن تسبب التعود والإدمان.. وعلاوة على هذا يجب الاهتمام بالنقاط التالية:
– الإكثار من شرب السوائل التى تساعد على سحب السموم بالجسم
– شرب كوب من القهوة صباحا يوميا
– ممارسة رياضة يوميا ومنها رياضة المشى.
– متابعة وظائف الكبد بعمل تحاليل طبية لأن الترامادول يؤثر على الكبد بشكل سلبى ويؤدى إلى كسل الكبد
– استعمال بعض الملينات الطبيعية لأن الترامادول يسبب الإمساك الشديد
– التأهيل النفسى والاجتماعى هو تأهيل وإعادة تأهيل الحالات جسدياً ونفسياً واجتماعياً، وإعادة دمج الحالات مجددا فى المجتمع والأسرة واكتساب المهارات التى تمكنه من الاندماج فى المجتمع
– الإرشاد الدينى والروحى يعطى للمريض طاقة إيجابية وتقلل فرصة الانتكاسة
وأخيرا يجب ألا ينسى المريض أن العزيمة والدافعية هى القوى التى سوف تقهر إدمان الترامادول