هبة عيسوى: قواعد ست لعلاج المصابين بالوسواس القهرى فى الأسرة
قد يكون فرد من أفراد الأسرة مصابا بالوسواس القهرى والمصاب بهذا المرض، يعانى من الأفكار التسلطية التى تقتحم تفكير المريض مع علمه بأنها أفكار سخيفة، ولكن لا يستطيع مقاومتها، وغالبا ما يضطر إلى أداء طقوس حركية حتى يقلل من شعور التوتر والقلق الذى يشعر به الشخص حين تتسلط عليه الأفكار.
وتقديم الدكتورة هبة عيسوى أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس بعض النصائح للمحيطين بالمصابين بالمرض حتى يمكن مساعدته وتقول: هناك قواعد ست يمكنا مساعدة هذا المريض عند إتباعها. وتشير إلى أن الوساوس كثيرة كوساوس الصلاة والوضوء والعيب فى الذات الإلهية، وأيضا وساوس الطهارة والنظافة والتنظيم والترتيب ويحتاج المريض فى المقام الأول إلى العلاج الدوائى والسلوكى مع العلاج الذاتى الذى نتحدث عنه وهو جزء رئيسى فى العلاج، حيث يقوم المرافق للمريض بتعليمه كيفية التعامل مع الأفكار الوسواسية والطقوس الحركية بشكل يومى، ويمكن للمريض ولمن حوله تعلم الخطوات الذهبية الست لتحسن الحالة وهى.
1-أوقف الفكرة الو سواسية: إذا هاجمتك الفكرة الوسواسية أوقفها ولا تسترسل بالتفكير فيها لأن الاستمرار يؤدى إلى أفعال قهرية وحزن وضيق وأنصحك بالقيام من مكانك وعمل أى شىء يصرف تفكيرك عن ما يدور فى عقلك من أفكار ملحة كالحديث مع أحد أو القيام بعمل يستلزم التركيز به.
-2أعرف الفرق وأعد التسمية:
وهى أن تتعلم التمييز بين الأفكار الوسواسية المستحوذة على تفكيرك والتى تضطرك إلى عمل أفعال قهرية، والأفكار الواقعية فمثلا فكرة خروج ريح بالصلاة مما يترتب علية إعادة الصلاة قد تكون فكرة صحيحة إذا سمعت صوت أو هناك رائحة صدرت عنك، ولكن إذا لم تتوافر لها هذين الشقين فإعادة الصلاة عدة مرات ففكرة أن صلاتى غير صحيحة تكون فكرة وسواسيه، فالتفرقة بين الأفكار وإعادة تسميتها يعتبر الهدف الأول للعلاج لرفع إدراكك الواعى بأن هذه الأفكار المتطفلة إنما هى أعراض الوسواس القهرى.
3- أعد التقييم: الإدراك العقلى بالأفكار الوسواسية يجعلك تردد هذه الأفكار كلما ألحت عليك الفكرة “هذه الفكرة هى مجرد وسواس”،وما أقوم به” هذا الإلحاح هو مجرد إلحاح قهرى” مما يزيد من مقاومة الأفكار وتتولد قوة المراقبة فى الداخلية والتى تعطى كل شخص القابلية لمعرفة الفرق بين ما هو حقيقى وما هو مرضى.
4- أعرف المرض: علاج المرض يبدأ بمعرفته
الوسواس القهرى مرض نفسى يتضمن خلل فى الاتصال بين الجزء الأمامى من المخ (المسئول عن الإحساس بالخوف والخطر) والعقد العصبية العميقة التى تتحكم فى قدرة المرء على البدء والتوقف عن الأفكار.
ويرتبط الاضطراب بنقص الناقل العصبى المعروف بالسيروتونين بشكل أساسى، الأفكار الوسواسية هى مجرد إشارات زائفة تأتى من المخ لا تستطيع أن تتحكم فيه والسلوك القهرى هو رد الفعل لهذه الأفكار الملحة.
أقول هذا لأن كثير من المرضى يرجع هذا إلى ضعف الإيمان ويصاحبهم شعور بقلة الضمير خصوصا فى مرضى الوساوس الدينية.
5- واجه نفسك بحزم:
واجه الوساوس فى عقلك بطريقة حازمة، أبدأ بتسميتها بالأفكار المتطفلة ودرب نفسك للقول: “أنا أشعر أن يداى وسختان، إنما أعانى من وسواس أن يداى وسختان”. إذن لا داعى لغسيل اليدين لأن يدى نظيفة وهذه أفكار متطفلة.
6- أقبل وجود الفكرة وتعايش معها: غالبا ما يرفض المريض وجود أى أفكار وسواسية فى حياته وخصوصا بعد ما يصل إلى مرحلة واضحة من التحسن فيحاول التخلص من الأفكار الملحة الباقية وهنا يفضل أن يقبل الأفكار الملحة ويتعايش معها مع التأكيد أنها أفكار وسواسيه لا أكثر ولا أقل.