كيف تنمي ضمير طفلك

كيف تنمي ضمير طفلك

ولأن الطفل الصغير هو رجل المستقل الذي تقاس به قوة الشعوب ومدى تقدمها فعليناً تغيير نظرتنا للأسس التي نربي عليها أبناءنا والاهتمامات التي يجب أن نضعها في اعتباراتنا حتى نضمن تربيتهم تربية سليمة .. فالطفل يحتاج إلى الكثير حتى ننشئه النشئة الصحيحة فكثير من الأمهات يعتقدن أن الاهتمام بتغذية الطفل حتى يكون ممتلئاً هو الدور الرئيسي في حياة الأم وبهذا قد أدت واجبها تجاهه .. وتؤكد الدكتورة هبة إبراهيم عيسوي الأستاذة بقسم الأمراض النفسية والعصبية في كلية طب جامعة عين شمس أنه : ليس بالقوة الجسمية أو العضلية فقط ينمو الطفل النمو الصحيح بل هناك بعد آخر هو البعد ا لنفسي وهنا نخص بالتحديد بناء الضمير الذي يلعب الدور الفعال في سلوكيات الطفل وتحجيم نزواته وتقنين انفعالاته بحيث لا يكذب ولا يسرق لأن هناك وازعاً من نفسه يرفض هذه السلوكيات .. فكيف إذن ننمي الضمير؟!! الضمير هو الشاهد الوحيد بين الشخص وتصرفاته وهو المحاسب الذي يحاسب الإنسان حسابا دقيقا وهو الموجه الذي يقودنا دائما إلى الصواب والفضيلة وفي الأطفال ينمو الضمير ويتطور مع تقدم عمر الطفل إلى أن يقودنا دائما إلى الصواب والفضيلة وفي الأطفال ينمو الضمير ويتطور مع تقدم عمر الطفل إلى أن يكون له عامل فعال في سلوك الطفل والمراهق لأن كثيراً من المواقف التي يتعرض لها المراهق تحتاج منه إلى رأي سريع يأتي بناء على ما استوعبه من قيم ومبادئ ثم اختزنها وظهر ما يمليه عليه ضميره في انفعالاته وليس وجود والديه أو خوفه منهم .. ويأتي السؤال كيف ننمي الضمير في حياة أطفالنا حتى نوقظ دائما الإحساس بالإنسانية وبذلك يصبح عندنا جيل يحركه الضمير.

  • أولا أن نبدأ بأنفسنا لأننا كوالدين نكون المثل الأعلى والقدوة الحسنة لأبنائنا فعلينا أن نخشى الله في كل كلمة وفعل وعمل نقوم به.
  • أن نناقش مع الطفل يوميا ما قام به من أعمال وكيف قضى يومه في ساعة محددة مثل وقت العشاء لأن ذلك يجعله يستعيد ما فعله مع تقويم ما أخطأ فيه ولكن دون توبيخ ولا تجريح.
  • أن نساعده ونمنحه الفرصة في أن يأخذ كثيرا من القرارات الخاصة به في وجود والديه وأن يتحمل مسئولياتها فهذا يعد البداية الأولى لمحاسبة نفسه يومياً.
  • أن توجه الأم ابنها إلى تأدية واجباته الدينية بإتقان لأن هذه الواجبات تمنحه العلاقة بينه وبين ضميره حتى لا ينسى ولا يهمل تلك الفروض اليومية التي تعتبر الحافز اليومي لانتعاش الضمير.
  • أن نعلم الطفل أن سلوكه الصحيح سيعود عليه شخصياً بالنفع ثم يرضي والديه وأن سلوكه الخطأ سيؤذيه هو أيضاً لأنه سوف يتعرض للتوبيخ وبالتالي لآلا/ الضمير.
  • ألا نعاقب الطفل بقسوة لأن الإهانة الجسمية أو النفسية تخدر الضمير.
  • أن نحترم حقوق الطفل في التعبير عن نفسه والاختلاف في الرأي مع والديه أن نعتذر للطفل إذا أخطأ الوالدان في حق من حقوقه فهذه الطريقة تعلمه أسس الصواب والخطأ التي تساعد في تنمية ضميره.

وفي النهاية تؤكد الدكتورة هبة إبراهيم عيسوي أن هذه الأساسيات في تنمية الضمير وإنعاشه هي الأساس في التربية النفسية السليمة مع الأخذ في الاعتبار عدم المبالغة في هذه التنمية بحيث لا نقل على الطفل ولا نحمله أكثر مما يحتمل فنصل بأبنائنا إلى الحساسية المفرطة بحيث لا يسامحون أنفسهم على خطأ تافه أو يؤنبون أنفسهم على خطأ غير مقصود فيصبحون فريسة إلى القلق والوساوس فالاعتدال في تنمية الضمير هو المطلوب حتى نصل بالطفل والمراهق إلى السلوك المنضبط والتوازن النفسي.

الثقة بالنفسالشخصية النرجسيةالصحة النفسيةالنجاح