كابوس كورونا لمرضى الوسواس القهري
توضح هبة عيسوي أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، أن حالات الوسواس القهري تتأذى من وجود أزمة كورونا بشكل كبير فكثير منهم يرى أنه في مرحلة الكابوس الذي لا ينتهي، فيكونون أكثر اضطرابًا من المراحل السابقة.
فالوسواس هو مرض تشككي؛ له أكثر من شكل، تأتي فيه أفكار وسواسية للمريض، فيتشكك هل قام بغسل يديه أم لا؟ هل نظف ملابسه أم لا؟ هل طهر يده من الفيروس أم لا؟ وكذلك يشعر المريض أنه ملوث وأنه مصدر العدوى وربما يعدي أولاده ومن يحبهم، فالأعراض تزيد والقلق والخوف.
وأكدت “عيسوي”، على ضرورة القيام بالأنشطة الحركية للتقليل من حدة التوتر، مشيرة إلى أن طريقة علاج مرضى الوسواس القهري، قد تغيرت في زمن الكورونا، حيث أنه في العادي يقال للمريض :”امسك أوكرة الباب لا خطر”، ولكن الآن بالفعل أوكرة الباب أصبحت مصدرًا للخطر، فالمشكلة مركبة جدًا الآن، وبعض الحلول غير فعالة في الفترة الحالية.
وأوضحت “عيسوي”، أنه سيكون هناك تعديل في طرق العلاج السلوكي لكي يكون فعال، وأول جعل المريض يعي مشاعره و أفكاره لكي ينتبه إلى أي مدى هو يبالغ في غسل يديه وبعد ذلك يشعر أنه غير نظيف.
ثم تحدد الأفكار الوسواسية، وهي مثل أن يفكر المريض في عزل نفسه وتغليف يديه، فهدف الأطباء النفسيين هو وقف الأفكار السلبية، لأنها ربما تؤدي إلى دخول المريض في حالة قلق عظمى تزيد ضربات قلبه ويصبح لديه رعشة داخلية، لابد من أن تقف قبل حدوث تضخم في المشكلة؛ لذا لا بد من زيادة النشاط.
وقدمت “عيسوي”، العديد من النصائح لمرضى الوسواس القهري، أهمها عمل الأنشطة الرياضية وتدليك العضلات، مثل : تدليك الرقبة، تدليك الرأس، وتدليك ما بين طرف العين والأذن لأنها منطقة بها أعصاب، والقيام بعمل حركات دائرية، ثم استرخاء كل العضلات لفك القلق والوسواس، وتدريب العين كأن الصابون سيدخل بها ثم أفتحها واتركها تسترخى، ندوس بالقدم على الأرض بشدة، إلى أن أدرك أين أنا؟
كما نصحت المرضى بعمل روتين جديد، ويفضل بأن يبدأ بـ20 دقيقة للرياضة في الصباح الباكر وكذلك تكرارها في المساء.
كما نصحت أيضًا الجميع بممارسة رقصة “الزومبا”، مؤكدة أنها تقلل الشعور بالضغوط، وأكدت على ضرورة الحفاظ على التوزان الغذائي لأن المريض حين يزيد وزنه يزيد قلقه وتوتره.
كما نصحت مرضى الوسواس القهري بأن يراجعوا أطبائهم في هذه الفترة، ربما يكون العلاج بحاجة إلى الزيادة.
الخطاب الإعلامي واحتواء الأزمة
اعتبر هاشم بحري، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أن الخطاب الإعلامي كانت بدايته مشوشة، بمعنى تصوير الأزمة وكأنها شيء بسيط، والعدد بسيط، يدعو لأن ننتبه ولكن كان هناك اطمئنان، والحياة كانت تسير دون مشاكل، ثم بعد ذلك انتقلت الرؤية إلى مستوى الخطورة، أصبح التناول الإعلامي مرعبًا، وانتقل إلى أن الإنسان يعش في مرحلة الخطورة العنيفة، ومن هنا حدث التكالب على السلع ومنتجات التعقيم والتنظيف.
وأرجع “بحري”، سلوكيات الناس غير المفهومة إلى الخوف وعدم وجود منهج ليسيروا عليه، ثم بعد ذلك انتقل الإعلام إلى توضيح الشق التنفيذي وطرح طرق الوقاية الحقيقية “غسل اليدين، وعدم المصافحة، عدم لمس أوكر الباب”، فبعض الناس بدأوا ثم انتقلت عدوى الاهتمام بالنظافة للبقية.
ويرى “بحري”، أن الإعلام حاليًا بدأ ينقل الأخبار بطريقة مقبولة دون مزايدات أو إرهاب.
كما أثنى على البيان اليومي لوزارة الصحة، ففكرة أن تتحدث الوزيرة بنفسها أو المتحدث الرسمي باسم الوزارة يجعل الخطاب به شفافية ووضوح، وجعل الناس لديها استيعاب أكبر.
وترى مروة جمال، أخصائية نفسية، أن الخطاب الإعلامي في مواجهة كورونا منقسم إلى شقين، فهناك مواد مطروحة منظمة و رائعة، مثل البيان اليومي لوزارة الصحة، وتوضيح عدد الإصابات وعدد الحالات التي تماثلت بالشفاء وأيضًا عدد الوفيات، بينما هناك مواد أخرى بعيدة عن الناس، مثل استخدام الممثلين والمشاهير لدعوة الناس للمكوث في المنازل، لأنهم بعيدين عن البسطاء ويثيرون استفزازهم، فلا يعيرون لمناشدتهم أي اعتبار.
ونصحت “جمال”، بتخفيف التعرض لوسائل التواصل الاجتماعي، خاصة المنشورات التي تطرح أفكارًا سلبية، معتبرة أن السوشيال ميديا من أهم وسائل الإعلام في العصر الحالي، التي كان لها تأثيرها السلبي على كثير من الناس خلال أزمة كورونا، مناشدة بوضع بعض الضوابط حتى لا ينهار المجتمع.
واعتبرت نيرمين محرم استشاري الطب النفسي، أن بعض الإعلاميين قدموا مريض الكورونا وكأنه مجرم هارب، وألصقوا به وصمة عار، حيث يتم نقله من خلال سيارة شرطة، فالمرضى أصبحوا يخفون مرضهم خوفًا من الفضيحة.
واستنكرت “محرم”، نشر أسامي المرضى والمخالطين بهم عبر السوشيال ميديا، واعتبرت أن نشر أعداد الذين نالوا الشفاء خطاب متفائل.
وعن الخطاب اليومي لوزارة الصحة، قالت: الصحة تكتب بيانها يومي بشكل لطيف، يبدأ بعدد الناس الذين حظوا بالشفاء، ثم الناس الذين لا زالوا في العزل و تحولت نتائجهم إلى سلبية، ثم يعرض الإصابات والوفيات، وهذه طريقة إيجابية لعرض المحتوى.
0 التعليقات