عندما يعاني طفلك من صعوبات التعلم
ابني في العاشرة من عمره في الصف الخامس الابتدائي، انتقل حتى الآن إلى ثلاث مدارس، في المدرسة الأولى والثانية كان اعتقادي أنه “شقي ولعبي”، ولكن في الفترة الأخيرة وجدته لا يستطيع القراءة بشكل طبيعي، فهو يترك حروفاً من الكلمة، وقد وجهت نظره إلى الحروف التي تركها، ولكنه أعاد نفس الخطأ حتى مع الاستمرار في توجيهه، وهو يقرأ ببطء ملحوظ في القراءة وتعته فيها، وعندما يحاول تكوين جمل من الكلمات يفقد معناها، مما جعلني أنفعل عليه وأضربه، وأخيرا لاحظت المدرسة أنه لا يستطيع فهم مفهوم جدول الضرب، فهو يحفظ فقد جدول الضرب حتى رقم “خمسة” ولا يستطيع حفظ الباقي، ولم يفهم عملية القسمة بتاتا وما يحيرني أنه طفل ذكي وله علاقات اجتماعية جيدة ويلعب مع أصدقائه ولكنه عصبي، هل هو مريض أو مستهتر ويستفزني فقط؟
تجيب عن هذا التساؤل الأستاذة الدكتورة هبة عيسوى أستاذة الطب النفسي بطب عين شمس فتقول:
عزيزتي ابنك يعاني من صعوبات التعلم ومها “الديسلكسيا” وهي عسر القراءة وهي عبارة عن صعوبة في القدرة على القراءة والكتابة في العمر الطبيعي وخارج نطاق أية إعاقة عقلية أو حسية. وأسباب “الديسلكسيا” هي عدم الربط بين القسم الأيمن والقسم الأيسر من الدماغ، أو بمعنى آخر هو عبارة عن خلل في وظائف بعض الأعصاب الدماغية مع اضطراب الاتصال بين المراكز التي تدير وظائف القراءة والكتابة وتفسير الأصوات، ومشكلة الولد الذي يعاني من “الديسلكسيا” أنه لا يستطيع التناسق بين ما يراه، وما يجب قوله أو كتابته، وبالتالي يعاني من مشكلة في التعبير، مع أن ذكاؤه غالباً ما يكون طبيعياً، وتتفاقم المشكلة بسبب عدم تنبه الأهل والمدرسة لها، مما يعني أن هذا العجز قد يستمر مستقبلا، فيحرم الطفل من فرص أكاديمية.
ولكي تطمئني فإن بعض الأشخاص من العباقرة واللامعين والمبدعين يمكن أن يعانوا من مثل هذه المشكلة، وهؤلاء يعوضون ما ينقصهم بالإبداع في مجالات لا تتطلب مهارات القراءة والكتابة، مثل الفن والموسيقى والنحت والرسم وهندسة الكمبيوتر وعلم ا لإليكترونيك والميكانيكا والرياضة ولذلك يجب عليك الاهتمام بالنشاطات التي يفضلها ابنك حتى تزيدي من ثقته بنفسه.
وهناك ما يقرب من عشرة بالمائة من الأطفال يعانون من هذه المشكلة و88% من الأولاد الذين يترددون على مراكز صعوبات التعلم غالباً ما يكون لهم إخوة أو أقارب مصابون بهذا أيضاً.