عقاب طفلك كثيرى الحركه .. ليس هو الحل
ابنك حركته زائدة في الفصل، وتركيزه قليل، هي شكوى دائمة من المدرسة للأم التي تعاني نفسها من شقاوة طفلها وحركته الزائدة وعدم انتباهه لما يقال إليه. ترى ما هي الأسباب؟ إجابة هذا التساؤل كان موضوع ندوة بعنوان “النشاط الزائد ونقص الانتباه لدي الأطفال” نظمها مركز دراسات الطفولة مؤخراً برئاسة د. منى سالم أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس التي أوضحت أنه مرض، وأهم أعراضه قلة التركيز وعدم القدرة على إتمام أي عمل والملل بسرعة، وبالتالي يصير الطفل عدوانيا قليل الأصدقاء، وأكدت أن العقاب ليس هن الحل ولكن لابد من العلاقة الودية مع الطفل سواء من قبل الأسرة أو المدرسة.
كما بينت د. هبة عيسوي أستاذ طب الأطفال النفسي، أن إفراد الحركة وضعف الانتباه من الأمراض الشائعة، حيث يتراوح معدل انتشاره من 6 إلى 8% بين أطفال المرحلة الابتدائية ويرجع ذلك لوجود مشكلات دراسية مثل صعوبة الهجاء والقراءة. وبالتالي يكون الاضطراب واضحا في عدم الانتباه، ولا يحسب عواقب تصرفاته. وهذا الطفل حساس جداً شاعراً أنه غير محبوب ممن حوله حتى أمه ..كما تقول د. هبة – يكون علاجه الطبي دوائياً في صورة منشطات نفسية مع علاج نفسي سلوكي يساعد الطفل على تنمية قدرات الانتباه والتركيز، والأهم هو الامتناع عن التعليقات السلبية والتوبيخ التي يتعرض لها الطفل.
د. فريدة الباز أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس ركزت على دور المعلمة في معاملة الطفل المفرط في الحركة، فنبهت إلى أن تصرفات هذا الطفل لا إرادية فهو لا يستطيع التحم بها لذا يجب معاملته معاملة خاصة.
وعرضت د. سهير الدفراوي أستاذ علم النفس خلال الندوة نبذة عن كتابها “مخاطر التليفزيون على مخ الطفل” مؤكدة أن الهيئات المعنية بالأطفال تنبه دائماً الآباء لمخاطر التليفزيون على مخ الطفل، كما أن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال استقرت على عدم مشاهدة الطفل أقل من سنتين له، في حين يسمح لمن هو أكبر بالمشاهدة لمدة ساعة أو ساعتين. وهذا يعني أيضا المنع والتقليل بالنسبة للكمبيوتر والألعاب الإلكترونية، وأكدت أن كثرة مشاهدة الأطفال للتليفزيون تهدد القراءة التي بدأ يتجاهلها الأطفال.
وفي النهاية أوضحت د. هدي طموم أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس أن المعلمة قد تستطيع اكتشاف الحالة المرضية أكثر من الأم. ولذا يجب عليها تشجيع الطفل، وعدم إهماله أو طرده من الفصل، ومحاولة التقريب بينه وبين زملائه في المردسة فيتخلى بالتدريج عن اندفاعه وسلوكه المعيب.