سيكولوجية النصاب و المحتال
تعريف المحتال: بناء على ما سبق يعرف القانون المحتال بأنه “كل من يتوصل إلى الاستيلاء على خيرات مملوكة للغير، سـواء كان ذلك بالاحتيال إو باستعمال طرق احتيالية من شأنها إيهام الناس بوجود مشروع كاذب، أو واقعة مزورة، أو خلق الأمل بحصول ربح وهمي، أو تسديد المبلغ الذي أخذ بطريق الاحتيال، أو إيهامهم بوجود سند دين غير صحيح، أو سند مخالصة مزور، وإما بالتصرف في مال ثابت أو منقول ليس ملكاً له ولا له حق التصرف فيه، وإما باتخاذ اسم كاذب أو صفة غير صحيحة”.(
من خلال نظرية الانا … إن المحتال المريض يحاول تقليل الفروق بين الأنا المثالي المتضخم بطريقة مرضية، والجزء الآخر من أناه المحتقر الأدنى والمحمل بالذنب بشكل خاص”. إنه يتصرف كما لو كان أناه المثالي متطابقاً معه ، ويتوقع من كل فرد آخر أن يعترف بذلك. فإذا كان الصوت الداخلي لأناه المحتقر من ناحية، واستجابات العالم الخارجي من ناحية أخرى، تذكره بعدم واقعية أناه المثالي، فإنه يتعلق بالموقف النرجسي، ويحاول بيأس من خلال الادعاء، وتحت ستار اسم شخص آخـر، أن يحافظ على أناه المثالي وأن يفرضه على العالم.
وهناك صراع مماثل رغم طبيعته المعتدلة ـ ينشأ لدى الشخصية السوية فالأنا المثالي لدى الفرد لايمكن إشباعه تماماً من الداخل، لذلك نوجه احتياجاتنا نحو العالم الخارجي، مدعين أننا بالفعل ما نود أن نكونه. وكثيراً ما نواجه استجابات بارانوية لدى الشخصية السوية، لأن البيئة رفضت أن تقبل خداعاً من هذا النوع.
أما ليونيل فنكلشتي فيرى أن المحتال شخص ينتحل اسماً أو هوية، بغرض خداع الآخرين. إنه نوع من الكذاب المريض الذي يأمل أن يكسب من خداعه.
وعلى العكس من المتباهي أو المدعي الذي يفشل في خداع الناس ويتركهم متأثرين بادعائه، ينجح المحتال لفترة على الأقل في إبهار ضحيته وحملها على تصديق خداعاته. إن لعب الدور لديه يختلف عن الأشكال الأكثر سواء من الادعاء. والأدوار عنده هي أشكال من البراعة أو اللعب. الذي يتضمن سلوكاً تكراريا قهرياً ينشأ عن صراعات داخلية مرضية غير محلولة.
إن الصفة الجبرية لهذا السلوك تماثل تلك الموجودة في الأشكال الأخرى من السلوك الاندفاعي الذي قد يسمى تفعيلاً. إلا أن الأفعال الاحتيالية ليست تفعيلاً بالمعنى الدقيق لإعادة تمثيل الأحداث بما يخدم منع الاستدعاء المؤلم للأحداث المكبوتة منذ الطفولة.
إن المحتال قد يكون أو لايكون نصاباً (يحتال على الناس ليسلب أموالهم بعد أن يكسب ثقتهم)، أو مخادعاً غشاشاً، أو سيكوباثياً متورطاً في أفعال مضادة للمجتمع أو أفعال إجرامية، علاوة على ذلك، ينتحل عديد من الناس دور الاحتيال في أوقات معينة من حياتهم فقد بتبنى المسافرون إلى مدن بعيدة عن منازلهم أسماء وهمية ، تكون مليئة بالأزياء الغريبة، والأسماء الوهمية، والخداعات الأخرى. ولكن المحتالين الحقيقيين يحيون حياة تجعلهم لا يحضرون للتحليل إلا إذا وقعوا في مشاكل ة. فإذا أتوا بحثاً عن المساعدة سرعان ما يبدو أن شخصياتهم تجعلهم يستعصون على التحلييل فضلاً عن العلاج. إن عدم الأمانة، والسطحية، وعدم تحمل الإحباط، والميل نحو الفعل، والميول المرضية الكامنة العميقة لديهم تميل إلى إحباط أي محاولات تبذل لمساعدتهم.
( منقول)