“الزومبا”.. وسيلة للحماية من الاكتئاب والقلق خلال أزمة فيروس “كورونا”
أدت أزمة كورونا إلى العديد من التغيرات في الحالة النفسية للبشر على مستوى العالم، سواء لمن كان لهم تاريخ مع المرض النفسي أو من لم يسبق لهم ذلك، فوجود الجائحة وسرعة انتشارها وسقوط ضحايا بسبب فيروس “كورونا” كان له دور كبير في ذلك.
ولكن هل تستسلم النفس البشرية؟ وكيف نستطيع أن نقي أنفسنا من الدخول في دوامة الاكتئاب والقلق خلال هذه الفترة العصيبة؟ نتساءل أيضًا هل استطاعت وسائل الإعلام احتواء المواطنين خلال الأزمة؟ ماذا يواجه مرضى القلق والوسواس القهري الآن؟
أوضح بعض خبراء علم النفس لـ”وطني”، مدى خطورة الاستسلام للأجواء السلبية المحيطة، وكيفية تجنبها، والممارسات التي تحفظ التوازن النفسي خلال تلك الفترة حتى لا نخرج منها بمشاكل نفسية مستقبلية.
الكورونا والدفء الأسري
تقول هبة العيسوي أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، إن المجتمع المصري كان بحاجة إلى التجمع واستعادة دفء الأسرة مرة أخرى، لذا علينا جميعًا أن نستغل فترة البقاء بالمنازل في تجمع الأسرة، مشيرة إلى أن هذا الوقت يجعل الجميع لديه مشاعر متناقضة ومتضاربة، فالمشاعر الغالبة الآن هي الخوف، ولكن هناك خوفاً صحياً وآخر غير صحي.
وأكدت “العيسوي”، أننا بحاجة إلى الخوف الصحي، كي نستطيع مواجهة الفيروس بالأساليب الطبية وبالنظافة واتباع طرق الوقاية، من ارتداء الماسكات والبعد عن الزحام، وما إلى غير ذلك. أما الخوف غير الصحي فهو أمر خطير جدًا ربما يحول جائحة كورونا إلى جائحة مرضية أو نفسية، فالخوف المرضي الذي يزيد عن حده المعقول، يكون فيه مبالغة، مثل ما نراه من مرضى في عيادات جلدية أصابتهم الحروق والقرح ومشاكل التنفس؛ نتيجة لكثرة استخدام المطهرات.
وأيضًا حالة الإنكار تعتبر من أشكال الخوف غير الصحي، وهذه في الغالب تكون لدى المراهقين، فهم يرفضون اتخاذ إجراءات الوقاية والسلامة، ليس تحديًا للمجتمع أو لوالديهم، ولكنه نوع من أنواع الخوف.
وأكدت “عيسوي”، على ضرورة الفصل بين الخوف الصحي والخوف المرضي، حتى نستطيع أن نحافظ على التوازن النفسي أثناء هذه المرحلة، وذلك بأن نقلل محاور القلق ونبحث عن مسببات التوتر ونتعامل معها ونتجاوزها.
فعلينا أن نغير النمط اليومي أو الروتين اليومي، فالتغير المفاجىء يسبب القلق والتوتر، لذا علينا صناعة نمط جديد وسريع، فعدم وضوح الفيروس وعدم وجود حلول له حتى الآن يغذي القلق.
وكذلك المشاكل الاقتصادية والمالية، والتساؤل حول إمكانية تحقيق الاكتفاء الأسري أم لا؟ كل هذه عوامل تزيد من القلق.
روشتة
أكدت “عيسوي”، أنه علينا جميعًا أن ندرك أن هذه المرحلة مجرد وقت وسيمر، فعلينا أن نجعله يمر بسلام وأمان وأن نصل إلى مرحلة الطمأنينة حتى لا يتأذى أحد.
واقترحت “العيسوي”، ممارسة تمارين الاسترخاء، وعمل روتين جديد لكل شخص يألفه ويستحسنه، مثل تثبيت ساعة الاستيقاظ، الوقوف في الشرفة، ممارسة الرياضة، رقص الزومبا، تحريك الأطراف للجميع كبار السن والأطفال والشباب. وكذلك بالبحث عبر الإنترنت عن كل ما هو جديد وشيق.
وأكدت “عيسوي”، على ضرورة تناول غذاء متوازن في هذه الفترة تحديدًا، والتخفيف في وجبة العشاء، لأن القلق يجعل الجسم يطلب النشويات كثيرًا، لأنه يفرز كورتيزول، وهو ما يحتاج إلى نشويات، وهنا زيادة الوزن تسبب مشاكل أخرى.
كما اقترحت “عيسوي”، تخصيص ساعة يومية باسم “ساعة مع حبايبي”؛ يجتمع فيها الأب والأم مع الأولاد ويسترجعوا ذكرياتهم الجميلة دون انتقاد وافتعال مشاكل، فاسترجاع الإيجابيات يجعل الحياة لطيفة.
وكذلك أكدت على ضرورة تناول الطعام في وقت واحد ومكان واحد مع منع مشاهدة الأخبار أو الأفلام في هذا الوقت، مؤكدة على أن هذا اللقاء عبارة عن مسار تواصل لغوي، يجعلنا نشعر بأمان ودفء الأسرة، موضحة أن ما نعيشه هو :”عزل منزلي مش انقطاع منزلي”.
وشددت “عيسوي”، على ضرورة احترام حيز كل فرد الخاص ونشاطاته الخاصة، وضرورة أن يكون اللقاء الأسري الجماعي على ذكريات إيجابية ومواقف ضاحكة، موضحة أن هذه فرصة لأن تتعرف الأسرة على بعضها من جديد.