الحالة النفسية و المزاجية فى زمن كورونا
يعدّ الاهتمام بالصحة النفسية في مثل هذه الفترات العصيبة أمرًا غاية في الأهمية، إذ يجب اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على الصحة النفسية للمجتمعات المتأثرة بالفيروس. ويمكن للمخاوف حول انتقال المرض من شخص إلى آخر أن تؤثر على التماسك الاجتماعي وسهولة الحصول على الدعم الاجتماعي المطلوب، وتترك أثرًا سلبيًا على الصحة النفسية. ولسوء الحظ، كان الإعلام عاملًا إضافيًا ساهم في نشر الذعر بين عامة الناس. إلا أنه يمكن الاستعانة بالعديد من التدابير الإيجابية التي تساعد على العناية بالصحة النفسية للمجتمع والأفراد
القلق والاكتئاب
القلق هو الشعور بالتوتر حيال الأمور التي تحدث حولنا أو توشك على الحدوث.
ويترافق تفشي فيروس كورونا المستجد بحالة عامة من عدم اليقين، ومن الطبيعي أن يُصاب الناس بالقلق من إمكانية تشخيص اصابتهم بالفايروس، إلى جانب القلق من إصابة أحد الأشخاص المقربين بالعدوى، والقلق من تعرض النفس أو المقربين للعزلة الاجتماعية أو الحجر الصحي.
التأقلم مع العزلة والوحدة
يشعر معظم الأشخاص بالحاجة إلى التّفاعلات الاجتماعيّة والتّواصل مع الآخرين. وفي حال لم يُلبّي الفرد رغبة التّفاعل الاجتماعيّ، سيتولّد لديه شعور بالوحدة. ويمكن للوحدة والعزلة الاجتماعيّة أن تؤدّيا لظهور أعراض القلق والاكتئاب على الأفراد.
نصائح أوليّة حول كيفية التعامل مع العزلة والوحدة
إدراك الشعور بالوحدة: يُعتبر تمييز مشاعر الوحدة الخطوة الأولى للتعامل مع هذه المشاعر، إلى جانب تذكير أنفسكم بالأشخاص الذين يمكنكم التواصل معهم.
الأنشطة البديلة: يجب التركيز على الأنشطة التي يمكنكم القيام بها بمفردكم، مثل كتابة المذكّرات اليومية أو قراءة كتاب أو مشاهدة التلفاز أو القيام ببعض التّمارين البدنيّة والعقليّة.
التحلّي بالأمل: حاولوا زرع جذور الأمل في أنفسكم من خلال قراءة القصص المُلهمة وتجارب الآخرين في التغلّب على الصّعاب.
المساعدة الإضافيّة: حاولوا الاستعانة بعوامل إضافيّة لمساعدتكم في التغلب على مشاعر الوحدة، مثل التحدّث إلى صديق مقرّب أو أحد أفراد العائلة الموثوق بهم أو طبيب الرّعاية الأوليّة أو الأخصّائي الاجتماعي أو عبر خطوط المساعدة المحليّة إذا كانت متوفّرة.
حلّ المشاكل: يمكن تحقيق ذلك من خلال تحديد المشاكل التي تتطلّب إيجاد حلول لها ومن ثمّ التفكير في الحلول المتوفّرة وتطبيق هذه الحلول. كما يمكن طلب المشورة والدّعم عند الشعور بالحاجة لذلك.
التأقلم مع الحزن والفقدان
يُعرَّف الحزن بأنّه الاستجابة العاطفيّة والسلوكيّة لأيّ خسارة كانت، وهذا لا يشمل فقدان الأحبّاء فقط إنا يشمل أيضاً فقدان الممتلكات والحريّة الشخصيّة، إلى جانب المرض والبطالة وإنهاء علاقة ما. ينقسم الحزن إلى خمس مراحل تتضمّن الصدمة الأوليّة والخدر العاطفي، الإنكار، يتبعه فترة من الغضب، ثم الحزن والاكتئاب، وفي النهاية التقبّل.
لكن قد يخرج سير الحزن عن المألوف في حال استمرّ لفترة طويلة، أو في حال وقوع أحداث مأساويّة مثل الكوارث الطبيعيّة، أو في حال ظهرت أعراض الاكتئاب في مرحلة سابقة للحزن، أو في حال إساءة استخدام الكحول والمواد المخدّرة
https://www.jhah.com/ar/new-coronavirus/mental-health-tool-kit