التعامل النفسى مع مريض السرطان
الحمد لله الذي لااله إلا هو وهو للحمد أهل وهو علي كل شئ قدير …..أما بعد
الغاية من كتابة هذا الموضوع الإرشادي أولا هو النصح لله ولرسوله ولعامة المسلمين وثانيا لمساندة مرضي الأورام ومن حولهم (أفراد العائلة أو الأصدقاء) والغرض هو تقديم الدعم والمساندة طوال رحلة العلاج التي تبدأ بعد تشخيص المرض فتتوالي الأحداث بشكل سريع وهنا تظهر ردود الفعل المختلفه بالنسبه للمريض وعائلته وتبدأ التساؤلات عن كيفية مواجهة هذه الظروف الجديدة التي ستؤثر بشكل كبير علي نوعية الحياة الخاصه بهم .
وأكثر ما يجعل هذا الآمر ميسرا بشكل اكبر في مجتمعاتنا العربيه والاسلاميه هو إيماننا بالقضاء والقدر فالمريض لاخوف عليه مادام موحدا بالله ولابد عليه أن يحسن الظن بالله في هذه الظروف . فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم(لايموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل)رواه مسلم. وهنا أيضا يأتي دور الإرشاد والنصح للمرضي لمواجهة المخاوف الحاده خلال رحلة المرض والعلاج التي تتضمن الخوف والأمل واليأس والغضب والشكوك ….. وهنا لابد علي المريض أن يواجه حقيقة المرض الذي أصابه الآن فهو موجود وهو واقع مؤلم ولكنه حقيقة مسلم بها . وهنا تظهر عدة حقائق تختلف حسب طبيعة وشخصية كل مريض .
أولا: من المعروف والشائع في مجتمعاتنا العربيه نتيجه لبعض الموروثان الثقافية والاجتماعية التي تؤكد علي أنه من غير المستحب أن ينقل شخص نبأ سئ إلي شخص آخر وهذه تنطبق علي مرضي السرطان وأحبائهم من أفراد العائلة والأصدقاء لدي تلقيهم نبأ تشخيص المرض فالبعض يفضل التكتم عليه وعدم أخبار عائلته أو العكس وهنا يأتي دور المشاركه . شارك من حولك في ألمك ومخاوفك وأفكارك فستشعر براحه اكثر عندما تقوم بذلك وهذه بعض الفوائد التي ستشعر بها مع مرور الوقت .
1- عندما تشارك من حولك فسيتوفر لك الدعم النفسي فإظهار المشاعر أفضل من التكتم عليها فسيتوفر لديك نوعا من الاستقرار النفسي وهو ما تحتاجه في هذا الوقت .
2- إخفاء المشاعر يؤدي إلى التخبط وعدم الاستقرار في قرارات قد تتعلق بعلاجك وقد يؤدي أيضا إلى الوصول إلى بعض الاضطرابات النفسية وهو مالا تحتاجه الآن .
3- عندما تشارك الآخرين في مخاوفك وقلقك بالنسبة للمرض فذلك سينعكس بشكل إيجابي علي حالتك الصحيه والنفسية بشكل جيد وملحوظ .
4- إخفاء مخاوفك قد يحرم الأخرين ممن حولك ( العائلة والأصدقاء) من تقديم الدعموالمسانده لك في هذا الوقت المهم فلا تحرمهم من ذلك . وهنا يتجلي دور ديننا الحنيف في ذلك عندما نتذكر قوله سبحانه وتعالي بسم الله الرحمن الرحيم .وأمرهم شوري بينهم) صدق الله العظيم . فالمشوه بين المريض وأفراد عائلته تفتح مجالات مختلفه تؤدي جميعها إلي الغرض نفسه هو دعم المريض في رحلة الكفاح مع المرض .