التحرش الجنسى  فى محيط الاسرة : الوقاية و العلاج

 

التحرش الجنسى  فى محيط الاسرة : الوقاية و العلاج

ظل الحديث عن القضايا الجنسية في المجتمع المصرى و العربى  محرما ومن الأمور المسكوت عنها إلى عهد قريب جدا حتى بدأ الموضوع يتعقد و  يأخذ بعدا آخطر يتعلق بأنماط التربية والتأثيرات المستقبلية على الأسرة لان طفل اليوم هو أب و أم الغد ، ومن القضايا الحذور الكلام عنها  قضية التحرش الجنسي والاعتداءات الجنسية في محيط الأسرة الواحدة

و الاعتداء على جسد الطفل لة أشكال و  تعريفات عديدة تبدو متشابة و لكن مدلولاتها و تأثيراتها النفسية و الاجتماعية مختلفةمنها التحرش, الاساءة و   الاستغلال الجنسي لجسد الطفل .   و”يعرف الاستغلال الجنسي لجسد الطفل بأنه اتصال جنسي بين طفل وبالغ من أجل إرضاء رغبات جنسية عند الأخير، مستخدمًا القوة والسيطرة عليه”. وإذا ما حدث في إطار العائلة من خلال أشخاص محرمين على الطفل يعتبر خرقًا للتابو المجتمعي حول وظائف العائلة، ويسمى “سفاح القربى” أو “قتل الروح” حسب المفاهيم النفسية؛ وذلك لأن المعتدي يفترض عادة أن يكون حاميا للطفل. ويعرف “سفاح القربى” حسب القانون “بأنه ملامسة جنسية مع قاصر أو قاصرة على يد أحد أفراد العائلة”، وتم تحديد الاستغلال الجنسي للطفل أو التحرش الجنسي به من خلال كشف أعضائه التناسلية، أو إزالة الملابس عنه ملامسة أو ملاطفة جسدية خاصة، أو التلصص على الطفل، أو اغتصابه أو هتك عرضه، أو تعريضه لصور وأفلام فاضحة أو إجباره على التلفظ بألفاظ خارجة أو لمس الاعضاء الجنسية للمتحرش .

وتشير الدراسات إلى أن الجاني عادة ما يتعامل مع الطفل الضحية بإحدى طريقتين: الأولى تعتمد على الإغراء والترغيب كوعدة بقطعة شوكولاتة بعد الانتهاء من هذة اللعبة و التعامل معة برفق اهامة بان ذلك سر بيننا ( سرنا الصغير ) والثانية تقوم على العنف والخشونة كايخافة بسكين أو بكية بالنار .

في دراسة قمت بها حول انتشار التحرش الجنسي والاغتصاب فى عينة من المرضى النفسين المترددين على العيادة النفسية و قد تمت الدراسة على الاناث من عمر 7 الى 45 عاما وجد إن85 % من الفتيات والنساء في مصر يتعرضن للتحرش الجنسي في الطفولة، سواء كان تحرشًا لفظيًّا في صورة كلامٍ أو صور، أو تحرشًا باللمس عن طريق مس أجزاء من جسد الأنثى،، وأن 55% من الحالات ضحاياها أطفال يكون المغتصب معروفًا للطفلة، وفي 65% من الحالات ينهي المغتصب العملية الجنسية في الدقائق العشر الأولى ويتبعها بالإيذاء النفسي و البدنى .و من خلال البحث وجد ان التحرش فى محيط الاسرة يمر بعدة مراحل :

  • مرحلة الارتباط : فيها تظهر علاقة وطيدة بين الشخص و الطفل الذى سوف يتحرش بة فنرى أن الاب الذى يتحرش بابنتة يدللها و يقربها لة الى حد أن باقى الاخوة يشعروا بهذا التفضيل.
  • مرحلة العلاقة الجنسية : يتدرج التحرش من التلامس الى العلاقة الجنسية و مع أستمرار هذة العلاقات الجنسية يتولد عند الطفل شعور بالازدواجية مثلا اذا تحرش الاب بالابنة تشعر هل هذا الشخص والدى مصدر الامان أم هو مصدر الام .و فى أغلب الحالات تبوح الطفلة الى والدتها التى غالبا ما ترفض مواجهتة الزوج خوفا منة أو هروبا من مواجهتة , و هكذا الاخوة قد لايهتموا بما يحدث لان الاب مهملهم الى حد كبير.
  • مرحلة السرية المطلقة : فيها المتحرش يهدد الطفل المتحرش بة حتى لا يفشى هذا السر , وكذلك يحاول المتحرش أن يبعد الطفل عن علاقاتة بأصدقائة و يحاول بكل الطرق أن يجعلة مرتبط بة .
  • مرحلة الاكتشاف : يحدث التعرف على هذة التحرشات بالمصادفة من خلال المشاهدة أو من خلال طبيب الاطفال الذى  قد يتشكك فى التحرشات بعد الكشف أو سؤال الطفل بشكل مشجع على التحدث  .

مرحلة التوقف : يضطر فيها الطفل ان يمتص كل الامة و اوجاعة لان باقى افراد الاسرة يضغطون علية بعدم التحدث وتظل التجربة تحمل له كل معاني الخزي والألم، وتكون سببًا في مشكلات نفسية لا حصر لها.   .

نماذج من الحالات التى تمت مناظرتها من خلال البحث :

و هذة بعض الحالات  فتاة تعرضت إلى عدة تحرشات جنسية من كثير من الأقارب ومن أهل المنزل الذي كان أهلها يرسلونها  إليه وهى صغيرة، وهو كان مثل الحضانة حيث كان عندهم شباب داخل المنزل وجميعهم في سن المراهقة، وكانوا جميعا يتحرشون بها من دون أن يعرف كل واحد منهم أن الآخر يتحرش بها أيضاً، لدرجة أن زوج السيدة التي كانت تجلس في منزلها كان يتحرش بها أيضاً، وهذا أصابهابألم شديد

 و حالة أخرىتعرضت للتحرش الجنسي عندما كانت في السابعة من عمرها، والغريب في الأمر أن التي كانت تتحرش بها  جارتها التي كانت في الثلاثينيات من عمرها. لم تفهم حينها ولم تستوعب لماذا هي تفعل بها هذا،  كانت تطلب منها أن تلمس أماكن حساسة من جسمها، إلا أنها كانت تتضايق من تصرفها، ولكنها كانت تراها موقع ترحيب من الجميع في الأسرة، فالكل يقبلها ويحضنها حتى  تعودت عليها واعتقدت أن الأمر عادي، وعندما انتقلوا  إلى منزل آخر افتقدتها لأنها تعلقت بها وخصوصا أنها كانت تشتري لها الألعاب والهدايا، وكان أهلها يتركونها معها، عندما يكون عندهم مشوار لأنهم يثقون بها. وهذا الشيء كان له الأثر الكبير على الحالة حتى أنها لا تميل ابدا إلى الذكور

حالة أخرى تحرشت بالعديد من الأقرباء بعد بلوغيها أثناء نومهم، منهم أختها وخالتي وابنة عمها ، كما تحرشت ببنت الجيران وعمرها عامان وابنة خالي في نفس العمر تقريباً.

حالة أخرى تعرضت لأسوأ عملية جنسية يمكن أن يتعرض لها طفل، فقد تم اغتصابها جماعيا من قبل أقاربها وأصدقائها (حوالي سبعة أشخاص)، ولم تستطع أن تخبر والديهاكانوا  في زيارة عائلية بمناسبة عيد الأضحى لهؤلاء الأقارب عندما حدث ذلك والأسوأ من ذلك قام هؤلاء الأقارب بإخبار بقيةالاقارب ، فقام اثنان من الاقارب  وهما لم يشهدا الحادث بتهديدها إما أن يخبروا الناس بما حدث أو أن تمكنهم من نفسها. حدث ذلك و هى في السابعة من عمرها، لكنها أيضا قامت باغتصاب ابن الجيران وقريب لها بعد هذه القصة

 هناك عدة عوامل متشابكة لتبرر حدوث العنف الجنسى الاسرى تتفاعل في سياق اجتماعي وثقافي محدد. ويمكن إجمال هذه الأسباب  الى  العوامل الاجتماعية والعوامل السياسية والعوامل النفسية والعوامل الاقتصادية والعوامل القانونيةوأهمها عدم كفاية القوانين التي تحكم الاعتداءات الجنسية على الطفل، قصور التعامل لدى الجهات الأمنية مع مشكلات الإساءة الجنسية و كذلك وسائل الإعلام التي تكرس مظاهر العنف و الاثارة الجنسية  في البرامج التلفزيونية والكمبيوتر والألعاب الإلكترونية؛ مما يؤدي إلى انتشار حالات التحرش الجنسى في المجتمع عن طريق التقليد أو النمذجة؛ فالجرعات الإعلامية الزائدة من العنف تبطل الحساسية تجاهه.

و علينا كاولياء امور الاهتمام بحديث الطفل عن تجربة التحرش دون توبيخة  أو الاسأة لة و علينا أن نستمع إلى شكوى الطفل ومراقبة بداية تغير سلوكه والتفتيش عن السبب من خلال استرجاع الأماكن التي يذهب إليها بمفرده، وعلى الأسرة أن تمنح الطفل الأمان حتى يعبر عن غضبه وحزنه فتحكي له بعض حكايا المجرمين الذين يعتدون على الأطفال وتخبره أنه كطفل لا يعتبر مسئولا، أحيانا يغضب الطفل ولا يستجيب لمحاولات الأم لحثه على التعبير ولكن محاولات الام المتوالية الحنونة هى التى سوف تنجح .

و من الدلالات التحرش أو الإساءة الجنسية للأطفال:

– الدلائل الجسدية

–  الدلائل السلوكية

–  الدلائل النفسية

وهنا بعض المؤشرات التي يمكن أن تلفت نظر الأسرة إلى وجود طفل يعاني من مشكلة أو أزمة أيا كان نوعها:

–  الدلائل الجسدية (تختلف حسب اختلاف الفئة العمرية):

صعوبة في المشي أو الجلوس. أمراض وأوجاع في الأعضاء التناسلية أو إفرازات أو نزيف أو تلوثات متكررة في مجرى البول. أوجاع بالرأس أو الحوض.

–  الدلائل السلوكية:

الانطواء والانعزال, الانشغال الدائم بأحلام اليقظة وعدم النوم وكثرة الكوابيس والأحلام المزعجة. تدني المستوى الأكاديمي، وعدم المشاركة في النشاطات المدرسية والرياضية. التسرب أو الهروب من المدرسة.  تورط الطفل في مسالك انحرافية ضد أبناءجنسة. عدم الثقة بالنفس والآخرين والعدوانية. وتعذيب النفس. الرعب والقلق الدائم، وقد تقوم الفتاة في سن المراهقة بتصرفات إغرائية، استفزازية للآخرين.

-الدلائل النفسية:

يسيطر على الطفل  الشعور بالذنب ، واتهامه لنفسه بعدم المقاومة، وهذا الشعور أقصى الالام النفسية جميعها التي من الممكن أن تصيبه لاحقًا ما لم يتخلص منه. والغريب أن المجتمع يساهم في تأكيده عن طريق  أن ما حدث للطفل المعتدى عليه بأنه فضيحة هو مسئول عنها ، ومطالبته بالسكوت، خاصة إذا كان المعتدي من أفراد العائلة.

وهذا كله يجعل الطفل يفقد الثقة في نفسه وفي أسرته وفي المجتمع بشكل عام الذي لم ينصفه وهو المظلوم المعتدى عليه، ومرحلة الطفولة تكون من المراحل المبكرة للنمو النفسي لدى الإنسان، وأي اختلال فيها كهذا الموقف يؤدي إلى زيادة إمكانية تعرض هذا الطفل لشتى أنواع المرض النفسي، وقد يسلك الطفل نفس سلوك الجاني بالاعتداء على آخرين كنوع من الانتقام.  تذكر عدة دراسات أن هناك عدة عوامل أخرى قد تؤثر أثناء مرحلة نمو الطفل؛ بحيث ينجذب الطفل شيئا فشيئا إلى الشذوذ الجنسي من ضمنها تعرض الطفل لاعتداء جنسي؛ ففي بحث للعالم “جريجوري ديكسون” عام 1996 ظهر أن 49% من الشواذ جنسيا الذين تناولهم البحث قد حدث لهم نوع من أنواع الاعتداء الجنسي أثناء مرحلة الطفولة!.

و أخيرا فى هذة الجريمة المسكوت عليها يجب أن نرفع شعار الوقاية أفضل من العلاج و لن تتحقق هذة المقولة دون:

– الرعاية و المتابعة للاطفالنا و خصوصا من جانب الاباء فى الاولاد الذكور لان العلاقة الوثيقة و الحميمية و الودية بين الوالد و الولد تجعل الطفل  أمن و يشعر بالثقةو ينفر من متابعة التحرش حتى لو تحرش بة أحد .

– تقديم الثقافة الجنسية المناسبة لعمر الطفل دون الشعور بالاحراج أو الكسوف مع توضيح أن هناك بعض الاجزاء بالجسم لا يجب لمسها من الاخرين مهما كانت قرابتهم للطفل مع أعطاء امثلة للطفل على الام مثلا نقول للطفل ان لمس الوجة و اليدين  مقبول و لكن لمس الصدر لايجوز و كذلك الاعضاء التناسلية

– التوضيح دوما للطفل أن حدوث هذة التلامسات اذا حدث فالام مستعدة الى الاستماع و التفهم

– مراقبة الاطفال أثناء اللعب مع من يكبرهم فلاداعى لاغلاق الباب اثناء لعبهم و التوجية اللطيف أذا كان الاطفال يلعبون بعض اللعب المنهى عنها مثل لعبة الدكتور او لعبة عروسة و عريس لان هذة الالعاب تستلزم الكشف عن اعضاء الجسم.

  – أذا حدث تحرش للطفل فى محيط الاسرة فيجب التأكيد للطفل على انة الضحية و ان الجانى مهما كان سوف يأخذ عقابة .  

   – كذلك عدم التفريط فى الثقة فى المحيطين من الاقارب او الجيران خصوصا اذا كانوا من المراهقين أو أكبر من الطفل بخمس سنوات لان هولاء تتحكم فيهم غرائزهم الجنسية و اندفاعتهم و محاولتهم لاشباع رغباتهم الجنسية المستثارة من الافلام الاباحية و الكليبات المثيرة

– المهم هو التفريق  بين الاخوة و الاخوات فى المضاجع .

– منع تماما سلوك الأمهات التى  تلاعب طفلها بمداعبته لإعضاءة الجنسيه وهو صغير كي تثير لديه الضحك وغرضها الدعابة ولا تدري أن هذه المداعبة ستجلب له المشاكل