التأخر الدراسي للطفل الذى يعانى من فرط الحركة  هل له  حل؟

التأخر الدراسي للطفل الذى يعانى من فرط الحركة  هل له  حل؟

قد يغفر الآباء لأبنائهم معظم الأخطاء إلا أن يكون من بينها التأخر الدراسي خاصة إذا لم يكن الطفل المتأخر دراسياً على قدر من الذكاء، أما إذا صاحب هذا التأخر تصرفات مزعجة مثل العناد وعدم احترام الآخرين واستفزازهم فيصبح هذا الطفل مشكلة.

فالمدرسة ترفضه والبيت يلفظه دون أن يدرك أحد أنه يعاني مشكلة وبحاجة إلى تدخل المتخصصين، وبالكشف الطبي النفسي نجده يعاني من مرض “إفراط الحركة وضعف التركيز” حتى أن البعض قد ينصح بإعطائه علاجاً دوائياً، إلا أن د. هبة عيسوي أستاذة الأمراض النفسية والعصبية بكلية طب جامعة عين شمس فضلت أن تقدم لهؤلاء الأطفال أو بالأحرى إلى ذويهم “روشتة سلوكية” تتضمن بعض الإرشادات للتعامل مع هؤلاء الأبناء تبدأها بتوضيح أن هذا المرض أو هذا الاضطراب منتشر نسبياً حيث يمثل حوالي 6% من مجموع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7-11 عاماً، وأن نسبة الإصابات في الأولاد تفوق نسبتها بين البنات حيث تمثل 4ر2 :1.

وإذا كان هذا المرض واضحا تشخصيه من اسمه حيث يتميز بضعف التركيز والاندفاع مع إفراط في الحركة وفي بعض الأحيان يختفي هذا المرض وتختلف درجاته مع المراحل العمرية المختلفة.

ففي مرحلة الروضة أي من 3 : 5 سنوات يكون الطفل عنيفا دائم ضرب أشقائه وزملائه، مزعجا للآخرين، كثير الحركة خاصة داخل الفصل ولا يستجيب لتوجيهات المدرسين، كما أنه حاد المزاج يبكي بسرعة لأتفه الأسباب، أما المرحلة الابتدائية فيكون الطفل فيها مشتت الأفكار، لا يستطيع إتمام ما يوكل إليه من مهام، عنيداً ومتسرعاً
ولا يستطيع انتظار دوره ويتحرك بشدة حتى في الفصل أيضاً. وبرغم ذكائه الواضح نلاحظ أن درجاته العلمية ضعيفة وغالبا ما تكون أخطاؤه تافهة مما يدل على عدم الاهتمام، وعادة في النظافة والنظام.

وعندما يصل هذا الطفل إلى المرحلة الإعدادية تقل حركته نسبياً إلا أن من يعاني هذه الاضطرابات يميل إلى التململ، ومن هنا يبدأ “الشاب” في سلوك اندفاعي يخوض به المخاطر، مثل السرعة المفرطة في القيادة (دراجة أو سيارة) إذا ما أتيحت له الفرصة، ومحاولة تجربة ما هو جديد مثل تعاطي المخدرات أو الكحوليات … إلخ وعادة ما نجده محدود العلاقات الاجتماعية الحميمة رغم ثكرة معارفه، ودائم الشجار مع والديه والمحيطين وربما تمتد هذه الاضطرابات إلى مرحلة الرجولة إذا لم يتم علاجها.

وتقدم د. هبة إلى الوالدين بعض الإرشادات تتلخص فيما يلي:

1- زيادة الاهتمام بالطفل والحرص على قضاء يوم بصحبته خارج المنزل والانغماس في الأنشطة الرياضية المبهجة للطفل مع عدم الضغط عليه أو توبيخه حين يقوم بفعل خاطئ.

2- تعزيز سلوك الطاعة، وذلك بحث الطفل على إطاعة أوامر وتعليمات الكبار، وبناء الثقة بين الأهل والطفل للتخلص التدريجي من السلوكيات غير المرغوبة.

3- تخصيص وقت حي تلقائي لا يتقيد فيه الطفل بالأوامر ويتصرف كما يحلو له

4- إتباع نظام أسري للمكافأة والعقاب يقوم على فكرة المكسب والخسارة على أساس أن يكون المكسب أو المكافأة في حالة السلوك الجيد لتعزيزه والخسارة في حالة السلوك غير المرغوب.

وفي النهاية تؤكد أن اضطراب إفراط الحركة وضعف التركيز يحتاج إلى تضافر جهود الأسرة مع المدرسة في ضوء الرعاية النفسية.