الايذاء البدنى للمراهقين …. قسوة أم جريمة

الايذاء البدنى للمراهقين …. قسوة أم جريمة

القسوة أم الجرائم ..!!

أنا فتاة في الرابعة من عمري أدرس في إحدى الجامعة الإقليمية، أعيش مع أسرتي المكونة من ستة أشقاء وخمسة نصف أشقاء لأن أبي متزوج من أخرى، ووالدي يعمل في المساحة ووالدتي موظفة كادحة، ومشكلتي بدأت منذ طفولتي لأني كنت غير مجتهدة في دراستي وكذلك كانت لي كثير من العلاقات الاجتماعية ولي عدد كبير من الأصدقاء والصديقات فكلما رآني أحد من أصدقاء والدي في مجموعة من البنات والأولاد أخبر والدي، فتحدث المشاجرة وتنتهي بضربي بسلك كهرباء أو ربطي في عمود السرير وأنا لست نادمة على صداقاتي لأن أصدقائي هم سعادتي الوحيدة في الحياة، كنا نتقابل معاً نمرح ونمضي وقتاً لطيفاً ولا مانع من بعض التحرشات الجنسية التي كنت استمتع بها ولكن ما يؤرقني حقا إلى الآن أعاني من التبول اللاإرادي الليلي (أي أتبول مساءً) كل يوم وحاولت التغلب على ذلك ولكني لم استطع فكان والدي وأخواتي يعايرونني بذلك بكلمات قاسية ولكن ليس هذا كل شئ الأهم في مرحلة الثانوية .. بدأت يدي تمت إلى فلوس والدي تأخذ منه مبلغاً صغيراً من جيب البنطلون وكنت حقاً استمتع بذلك وأكثر استمتاعي حين تفننت في السرقة المرتبة وكانت سرقاتي من داخل البيت إلى اليوم الذي بدأت أسرق من منزل عمي عندما سرقت منه مبلغاً كبيراً حين كنا في عيد ميلاد ابنه كل ذلك لم ينتبه لي أحد أني سبب السرقات المتكررة ولكن نظرات أمي لي دون كلام كانت قاسية وإنها توجه لي اتهام صريح بالسرقة وبعد فترة اكتشفوا بأني دون أخوتي الذي أسرق فتفنن والدي في ايذائي وضربي وحبسي دون طعام لأيام عديدة وبعد الحبس وجدت نفسي أقوم بتشريح يدي بطرف السكينة أو بطني أو عند رجلي وأتلذذ بشكل الجروح وقد تسألني هل أشعر بالآلام وأقول أ، الإجابة لا .. وحين أنظر إلى نفسي في مرآة أجد جروحاً في كل مكان قد تصل إليه يدي ولكن للأسف لا أحزن ولا أتراجع.

عزيزتي .. هل أنا مريضة نفسياً أو هل أنا مجنونة ؟!

فتاتي العزيزة ..

أني أشعر من طيات كلماتك بأنك إلى حد ما نادمة على ما وصلت له فلم تجني من جراء ما فعلتِ من سرقة وإيذائك لنفسك إلا الإهانة والتشوه ولكن قبل النصيحة علينا بالتحليل لقد تعرضت لألم شديد في الطفولة .. ألم قاس جداً وسبب ذلك ضغوط أ، هذا الألم أصبح نقطة سوداء في نموك النفسي خصوصاً مرحلة الطفولة المبكرة وخصوصاً الكراهية للجانب الذكوري الذي تجسد في سرقتك لوالدك وعمك لأنك تنتقمين من الرجال وخصوصاً الذين يذكرونك بالنقطة السوداء في نسيج مشاعرك وإيذائك لنفسك ما هو إلا تنفيس عن طاقات داخلية مكبوتة تتحول إلى اندفاعات عملية فتقومين بتقطيع جسمك، كل هذا يندرج في قاموس تشخيص الأمراض النفسية إلى اضطراب الشخصية البينية ويتميز بالاندفاع الشديد وعدم الشعور بالألم وعدم الارتجاع عن السلوك السيئ ولذلك عليك أن تشعري نفسك أولا بتفريغ الطاقات الداخلية ولكن بطريقة شرعية مثلاً كالرياضة اليومية لمدة ساعة على الأقل وكذلك تقربي إلى والدتك التي أعتقد أنها تتمنى ذلك وقصي عليها ما يجول بداخلك من اندفاعات قبل القيام بها والأهم أن تساعدي الآخرين مثل مساعدة أخوتك الأصغر منك في الدراسة والاشتراك في الأعمال المنزلية لأن ذلك يوسف يزيد من التعليقات الايجابية لأفراد أسرتك مما يساعدك على ضبط النفس وتحجيم النوازع وأخيراً التقرب إلى الله عز وجل حتى تشعري بالأمان الذي طالما تحلمين به وتشتاقين إليه.