الارشاد النفسى :  التشخيص و المقابلة

الارشاد النفسى :  التشخيص و المقابلة

من خطوات العملية الارشادية  تشخيص ( تقيم ) المشكلة و فى ضوء المعلومات التى جمعها عن المشكلة و ذلك باستخدام أداة او أكثر من أدوات جمع المعلومات . أهم الادوات هى القابلة , دراسة الحالة , الملاحظةو الاختبارات النفسية .

ادوات التشخيص

أولا : المقابلة :

تستخدم المقابلة في مجال الارشاد النفسي  لأغراض ثلاثة هى : جمع المعلومات ، التشخيص ، العلاج ، وعندما تستخدم المقابلة لجمع المعلومات .

1– عناصر المقابلة : يمكن تحديد عناصرها في الآتي :

  • المواجهة :

بمعنى أنها تتم وجها لوجه بين المرشد النفسي والمسترشد ، وبالتالي لا نعتبر المحادثة التليفونية أو الرسائل البريدية من أنواع المقابلة .

  • المكان :

قد يتم اجراء المقابلة في مكان خاص مثل مركز الارشاد النفسى ، او يتم فى المدرسة ، وفى كل الاحوال يجب تخصيص غرفة خاصة للمقابلة يتوفر فيها الشروط الصحية التى تشعر المسترشد بالراحة والامان ، ومن هذه الشروط : التهوية والاضاءة الجيدة ونظافة المكان .

ج- تحديد الفترة الزمينة :

يدرك المرشد النفسى اهمية تحديد موعد المقابلة ، والفترة الزمنية التى تستغرقها كل جلسة ، ومن المهم الالتزام بالمواعيد من قبل المرشد النفسى والمسترشد لان هذا يؤكد على جدية العملية الارشادية ويرتبط بتحديد الفترة الزمنية تحديد مراحل المقابلة وهى ثلاث مراحل :

  • الافتتاح : وتستغرق هذه المرحلة دقائق قليلة وتقع المسئولية على المرشد النفسى فى البدء فى الحديث ثم يبدا المسترشد فى المشاركة .
  • البناء : وهو موضوع الجلسة ، ولذلك تستغرق هذه المرحلة معظم زمن الجلسة.
  • الانهاء : الهدف منها تلخيص ما تم التوصل اليه والتمهيد للجلسة التالية , وتستغرق هذه المرحلة دقائق قليلة .
    • انواع المقابلة :

:

تقسيم المقابلة فى ضوء عدد الافراد :

1) المقابلة الفردية : وهى التى تجرى مع عدد من المسترشدين يتراوح ما بين

(3-1)  وتستخدم فى حالة الارشاد الفردى .

2) المقابلة الجماعية : وهى التى تجرى مع عدد من المسترشدين اكثر من (3) وتستخدم فى حالة الارشاد الجماعى .

ب– تقسيم المقابلة فى ضوء الهدف منها :

1) مقابلة اولية : الهدف منها جمع معلومات اولية وتكوين علاقات انسانية بين المرشد والمسترشد ، ووضع تصور مبدئى لتشخيص المشكلة والاحالة اذا لزم الامر

2) مقابلة تشخيصية : الهدف منها التاكد من صحة المعلومات التى تجمعها فى المقابلة الاولية والتوصل الى طبيعة المشكلة من حيث الاسباب والاعراض الدالة عليها ، وتحديد نمط المسترشد ، وتحديد المسئوليات ، والاجراءات المناسبة لحل المشكلة والاحالة اذا لزم الامر .

3) المقابلة العلاجية ( الارشادية ) : الهدف منها تنفيذ الاجراءات التى تم تحديدها فى المقابلة التشخيصية .

العوامل التى تساعد على زيادة فعالية المقابلة الارشادية :

يمكن ان نشير الى اهم هذه العوامل كالاتى :

  • استقبال المسترشد :

يجب على المرشد النفسى استقبال المسترشد بترحاب وابتسامة وان يظهر له انه كان فى انتظاره حتى يشعر المسترشد انه مهتم به ،

– الفنيات المستخدمة فى المقابلة الارشادية :

من العوامل التى تسهم فى نجاح المقابلة الارشادية استخدام الفنيات التى تدرب عليها المرشد النفسى من اجل نجاح العملية الارشادية .

أ – فنية التساؤل Questiong Technique  :

من خصائص المقابلة أنها محادثة  ، والمحادثة لا تخلو من سؤال موجه من المرشد الى المسترشد او العكس ، كما ان التساؤل يستخدم في كل مراحل المقابلة .

القواعد الاساسية في ممارسة فنية التساؤل :

أ ) اختيار الوقت المناسب ، والمقصود بالوقت المناسب هنا : عدم مقاطعة كلام المسترشد من أجل طرح شؤال ، ولكن يجب استغلال وقفات المسترشد من اجل طرح السؤال.

ب) أن يتاكد المسترشد النفسي بان المسترشد مهيأ للاستجابة .

ج) ألا يكون السؤال بعيدا عن الموضوع.

د ) اختيار السؤال الملائم : ويكون خذا الاختيار في ضوء الهدف الذي سيعى اليه المرشد النفسي ، مع ملاحظة أن هناك انواعا من الاسئلة ولكل نوع مميزات وعيوب ، ومن هذه الانواع :

– الاسئلة المفتوحة : مثال : حدثني عن مفهوم المسئولية ؟

– الاسئلة المقفلة : مثال : كم عدد المرات التي تدخن فيها في اليوم؟

– الاسئلة المباشرة : مثال : هل تحب مدرستك ؟

– الاسئلة غير المباشرة : مثال : يبدو لي انك تحب مدرستك .

 

.

مع من تجرى المقابلة :

تجرى المقابلة مع المسترشد باعتباره المستفيد الأول من الخدمات الإرشادية ، ولكن في حالات خاصة يتطلب الأمر إجراء المقابلة مع القائمين على تربية المسترشد مثل الوالدين أو الأخوة أو الأقارب أو المعلم وقد يتطلب الأمر التشخيص .

 

طرق الملاحظة Observation Methods :

توجد ثلاث طرق يمكن أن تتم بها الملاحظة وهي : طريقة الاستجابة السلوكية المستمرة ، وطريقة الاستجابة السلوكية المتكررة ، وطريقة الاستجابة السلوكية المصنفة نوعياً ، ويمكن استخدام طريقة أو أكثر من هذه الطرق في جمع المعلومات بغرض التشخيص .

ويمكن أن نشير باختصار لكل طريقة من الطرق الثلاث عند التشخيص كالآتي :

أ- ملاحظة الاستجابة السلوكية المستمرة :

بعض السلوكيات نحكم عليها بالسواء أو اللاسواء من خلال صفة الاستمرار مثل : الخوف من الحيوانات أو الخوف من الأماكن المظلمة ، وفي هذه الحالة يكون الهدف من الملاحظة معرفة الموقف الذي يشعر به المسترشد بالخوف والفترة الزمنية التي يمكن للمسترشد أن يتحملها إذا وجد في هذا الموقف ، وفي كل مرة يتم تقدير الزمن الذي يستغرقه المسترشد باستخدام ساعة توقيت Stop watch .

ب- ملاحظة الاستجابة السلوكية المتكررة :

بعض السلوكيات نحكم عليها بالسواء أو اللاسواء بحساب عدد تكرارها خلال فترة زمنية محددة ، ومن امثلة ذلك : سلوك التدخين ، ومص الأسابع . ويلاحظ أن هذه الطريقة تستخدم في حالتين :

الحالة الأولى : عندما يكون التركيز على استجابة سلوكية واحدة مثل التدخين .

الحالة الثانية : عندما يكون التكرار منتظماً أي يتم على فترات زمنية متساوية بقدر الإمكان (الفترة الزمنية بين الاستجابة والاستجابة الأخرى متساوية) .

جـ- ملاحظة الاستجابة السلوكية المصنفة نوعياً :

في بعض الحالات يتم تقسيم السلوك إلى سلوكيات فرعية متباينة ومنفصلة ويمكن أن نحكم على كفاءة المسترشد في أدائها من خلال أدائه لكل سلوك فرعي ، ثم لكل السلوكيات الفرعية متجمعة ، ومن أمثلة ذلك : حل المسائل الرياضية ، تعلم الكتابة ، ارتداء الملابس ، رسم صورة شخص (كما في اختبار رسم الرجل لجودانف) . وفي هذه الحالة يتم تقسيم السلوك الكلي إلى عدد من السلوكيات الفرعية ممثلة في عدد من الاستجابات الأدائية ومرتبة منطقياً ، ثم يتم تقييم كفاءة المسترشد في أداء كل خطوة .

– شروط نجاح الملاحظة :

بعد تناول تعريف الملاحظة وأنواعها وكيفية إجرائها ، وأهم الأدوات والطرق المستخدمة فيها ، نشير هنا إلى الشروط الضرورية لنجاح الملاحظة ، ومن هذه الشروط ما يلي :

  • الموضوعية :

والمقصود بالموضوعية : أن تكون الملاحظة عند التسجيل والتفسير من خلال الإطار المرجعي للمسترشد وليس من خلال الإطار المرجعي لمن يقوم بالملاحظة ، كما يقصد بالموضوعية أيضاً هو أن يكون التسجيل بأنواعه بعيداً عن تحيز من يقوم بالملاحظة .

  • الشمول :

المقصود بالشمول هو : تسجيل الجوانب المختلفة لسلوك المسترشد المطلوب ملاحظته ، بالإضافة إلى تسجيل جوانب القوة والضعف في شخصية المسترشد ، كما يقصد بالشمول من ناحية أخرى اشتمال الأداءات السلوكية للظاهرة السلوكية المراد قياسها ونعطي أمثلة على ذلك :

– من الأداءات السلوكية للسلوك العدواني والمفروض ملاحظتها وتسجيلها وتفسيرها : العض ، الركل ، الألفاظ المهينة ، الصفع .

– ومن الأداءات السلوكية لسلوك النرجسية : تضخيم الإنجازات ، حسد الأخرين ، الاستعراض ، الحساسية للنقد ، المعاملة الخاصة من الآخرين ، تضخيم الشعور بالذات .

– ومن الأداءات السلوكية لسلوك زيادة الشهية العصبي : تناول كميات كبيرة من الطعام في فترة زمنية قصيرة وبسرعة شديدة مع شعور الفرد بصعوبة التحكم في سلوك الأكل .

  • الوظيفية :

والمقصود بالوظيفية تسجيل المعلومات التي تعطى للسلوك معنى فقط وبالتالي يتم استبعاد المعلومات التي لا تفيد في تفسير السلوك .

 

  • الوضوح :

والمقصود بالوضوح تسجيل السلوك بعبارات تقرأ بسهولة ، وصياغة العبارات بعيداً عن الذاتية .

  • سرية المعلومات :

سرية المعلومات لها جوانب عديدة ، فهي تتضمن : السرية عند تسجيل الظاهرة وتفسيرها ، وتتضمن أيضاً عدم السماح لأي شخص خارج العمل الإرشادي أن يشارك في الملاحظة ، وعدم ترك النقاط المسجلة عن المسترشد أمام الآخرين ، وعدم استخدام المعلومات الخاصة بالمسترشد في المواقف المختلفة أو مع أصحاب المهنة ما لم يكن هناك مبرر علمي لذلك .