الارشاد النفسى الاسرى :الاتصال في الجلسة الإرشادية
1- معنى الاتصال وأهميته والسلوكيات الدالة عليه :
يتم الاتصال في الجلسة الإرشادية بين المرشد النفسي والمسترشد أو بين المسترشدين أنفسهم ، ويعد الاتصال جزءاً مهماً من المقابلة ، والهدف من الاتصال هو الحصول على شئ أو التعبير عن فكرة أو نقل معلومات أو طلب توضيح معنى ، والاتصال الجيد يتطلب من كل طرف فهم أهداف الاتصال ومهاراته وخصائص المشتركين فيه
يتضمن الاتصال الايجابي بين المرشد النفسي والمسترشد ثلاثة سلوكيات كما يلي :
- أ- التواصل Communication : بمعنى تبادل الأفكار والمعلومات بين المرشد النفسي والمسترشد .
- ب- التفاعل Interaction : بمعنى تبادل الأفكار والمعلومات وأيضاً الأفعال بين المرشد النفسي والمسترشد بفعالية وإيجابية .
- ت- الإدراك Perception : بمعنى أن كل طرف يعرف الآخر ويفهم أهدافه ويتقبله ، كما أن كل طرف يفهم حدوده وأدواره ، والمفترض أن المرشد النفسي بحكم إعداده المهني يكون لديه كفاءة أكثر من المسترشد في الاتصال الإيجابي .
وينقسم الاتصال إلى نوعين رئيسيين هما كما يلي :
- الأول : اتصال غير اللفظي : مثل ، هيئة الجسم ، المسافة ، استخدام اليد ، وضع القدمين واليدين ، التقاء العينين ، دلالة الصوت ، الملابس ، الإنصات .
- الثاني : اتصال لفظي : يعتمد على الكلمة ، مثل : الأسئلة ، الإقناع ، الإيحاء ، الاقتداء .
أولاً : الاتصال غير اللفظي :
نشير في هذا الجزء إلى أهم أنواع الاتصال غير اللفظي كالآتي :
1- الهيئة التي يكون عليها المرشد النفسي عند الاتصال بالمسترشدين :
قد يشعر بعض المرشدين النفسيين بالتوتر عند بدء الجلسة في هذه الحالة ، يكون من المهم أن يبدو المرشد النفسي طبيعياً وهادئاً ، وكلما كان حضوره عالياً كلما ساعد ذلك على الاسترخاء والتواصل الجيد . وقد تكون في شكل اتصال مستقيم أو اتصال مائل ، ونوضح النوعين كالتالي :
- في الاتصال المستقيم : يجلس المرشد النفسي على مقعد في منتصف المكان تقريباً في مواجهة المسترشدين . وفي بعض الحالات يقف المرشد النفسي في منتصف المكان ، ويتيح الاتصال المستقيم الفرص لمتابعة تعبيرات وجه المسترشدين وحركاتهم ولزماتهم ، ووضع الجسم والوجه في هيئة مستقيمة يعبر عن الثقة بالنفس .
- الاتصال المائل : يضطر المرشد النفسي أحياناً وهو في حالة الجلوس إلى أن يميل برأسه نحو بعض المسترشدين الذين يتم معهم الاتصال ، والأفضل في هذه الحالة أن يحرك المرشد النفسي وجهة فقط ولا يتحرك بجسمه ثم يعود إلى الوقفة المنتصبة حتى ينظر مباشرة للمسترشدين .
أما إذا تم الميل إلى الخلف أو نظر المرشد النفسي إلى أسفل ، فهذا يعبر عن اتجاهات سلبية وتفاعل
غير جيد . ويلاحظ أيضاً أن الوقفة أو الجلسة المسترخية تشير إلى عدم الاهتمام أو الكبرياء أو نقص الثقة بالنفس وهذه الصفات السلبية لا يتصف بها المرشد النفسي الكفء .
2- المسافة بين المرشد النفسي والمسترشدين :
من الأفضل أن تكون المسافة بين المرشد النفسي والمسترشد صغيرة (1.5 – 2 متر) ، والمسافة الصغيرة بين الطرفين تعطي فرصة للمرشد النفسي لمتابعة المسترشدين جيداً ، خاصة متابعة تعبيرات الوجه والتفاعل غير اللفظي بين المسترشدين أنفسهم ، كما أن القرب الجسدي بين الطرفين يعد مؤشراً مهماً على الانسجام بينهما مع الالتزام بالمسافة المشار إليها .
3- دلالات استخدام اليد :
يستخدم المرشد النفسي صابع أو أصابع اليد لتوضيح شئ ما ، وهذا يعبر عن اتصال جيد ، أما إذا وضع يده في وسط جسمه ، أو حاول تقليب اليد تعبيراً عن التهكم والدهشة فإن هذا يعبر عن اتصال غير جيد .
4- وضع القدمين والزراعين :
بعض الأحيان ، يجلس المسترشد بطريقة طبيعية ، ولكن عندما نجده يضع قدميه أو زراعية في وضع معاكس متقاطع هو علامة على الانسحاب أو عدم الاهتمام .
5- التقاء العينين :
من المهم أن يحرص المرشد النفسي على أن يحافظ على اتصال عينيه بعين المسترشد ، حتى يمكنه متابعة تعبيرات وجهه ويشترط في هذا الاتصال أن يكون طبيعياً ولا يبدو وكأن شخصاً يطارد بعينيه شخصاً أخر .
6- دلالات الصوت :
من المتفق عليه أن يستخدم الصوت بطريقة إيجابية يضيف إلى خصائص المرشد النفسي الكفء صفة إيجابية ويزيد من متابعة المسترشدين الإيجابية للمرشد النفسي . ولكي يتم ذلك يجب الاهتداء بالإرشادات الآتية :
- صحة الصوت Energy : أي مدى قوة الصوت في تكملة عبارة كاملة لها معنى دون نهجان أو توقف.
- تجنب الإسراف في التنفس : لأن التنفس بعد كلمة لا يعبر عن تواصل جيد ، ولذلك يجب التدريب على ملء الرئة بالهواء قبل التحدث ، ويمكن أيضاً التدريب على الحديث بجملتين دون أخذ نفس .
- الاسترسال في الكلام : أي إخراج الكلام بمعدل متوسط ، لأن السرعة تجعل الكلمات متداخلة ويصعب متابعتها ، كما أنها تزيد من التوتر الانفعالي للمرشد النفسي ، ويترتب على ذلك ضياع الكثير من الأفكار ، أما البطء فإنه يسبب الملل والتشتت والاسترخاء ، وفي الحالتين لا يكون التواصل فعالاً ، ويعتبر التردد في الكلام دليلاً على الاضطراب وعدم الثقة ، وقد يزيد الشك لدى المسترشدين بأن المرشد لا يملك أفكاراً وألفاظاً كافية .
- تنويع طبقات الصوت : وهو من العوامل التي تؤدي إلى الاتصال الجيد ، لأن الحديث بطبقة صوت واحدة يسبب الملل ، والتنويع يكون في حدة الصوت ارتفاع الصوت وانخفاضه) ورتابة الصوت (اختيار نغمة واحدة) .
7- دلالات ملابس المرشد النفسي :
تعطي ملابس المرشد النفسي انطباعات عنه ، ولذلك فالملابس المناسبة هي : التي تتناسب مع جنس المرشد أو المرشدة وتكون نظيفة ومنسجمة وألوانها عادية ، ولا يكتب عليها عبارات أو يرسم عليها صور ، والتي يكون طولها مناسباً ، الملابس التي يتوفر فيها هذه الصفات تعطى انطباعات إيجابية عن شخصية المرشد النفسي ، ويحدث هذا عندما ينشغلون بما هو غير مألوف في ملابس المرشد النفسي .
8- الإنصات الجيد :
يختلف Silence عن الإنصات Listening ففي حالة الصمت لا يتحدث المرشد النفسي ، ولكن عدم حديثه لا يضمن أن يكون منتبهاً للمسترشد ، ولكن في حالة الإنصات يكون عدم الحديث مع تركيز الاهتمام والانتباه للمتحدث .