الارشاد النفسى : أهداف التشخيص و كتابة التقرير
أولا :- التعريف والأهداف والأهمية :
- تعريف التشخيص :
يدخل التشخيص في صميم عملية الارشاد النفسى ، وهو علم وفن ويقوم على نتائج عملية جمع المعلومات عن المسترشد وتصنيفها وتحليلها وتفسيرها .
يتم التشخيص فى ضوء نتائج الاختبارات النفسية او السيرة الذاتية او دراسة الحالة دون مقابلة المسترشد ، فى هذه الحالة يطلق علية تشخيص غيابى Blind diagnosis وعندما يتم التشخيص بمقابلة المسترشد فى هذه الحالة يطلق علية مقابلة تشخيصية diagnosis interview ويكون التشخيص نقطة البداية لبناء علاقة إرشادية ، وقد تتم المقابلة الشخصية فى إرشادية واحدة او تتم فى اكثر من جلسة إرشادية .
تبدا هذه الخطوات بتحديد المشكلة ثم الاعداد للتشخيص ثم تهيئة المسترشد للتشخيص ثم التزود بالمعلومات وتنظيمها ومعالجتها وتفسيرها ثم تكوين فروض تشخيصية وتنبوية ثم وضع الفروض على محك الاختبار للتأكد من صدقها واخيرا يتم كتابة التقرير النهائي . ونظرا لان التشخيص علم وفن فان تشخيص المشكلة يجب ان يتم فى ضوء مرجعات علمية مثل المعايير الدولية ونتائج نظريات علم النفس .
أهداف التشخيص :
- هدف علمي :
حيث يتم التركيز على المشكلة والمسترشد من خلال :
- تصنيف المشكلة وتحديد مجالها وابعادها .
- تحديد اعراض المشكلة وأسبابها .
- التمييز بين الاعراض الرئيسية والأغراض المصاحبة .
- تحديد خصائص المسترشد
- الكشف عن أثار المشكلة على المسترشد وعلى الاخر
- الكشف عن ردود أفعال المسترشد للمشكلات التى يتعرض لها .
- التنبؤ بالمسار المحتمل للمشكلة .
- هدف عملي :
حيث يتم التركيز على علاج المشكلة من خلال :
- تكوين فروض للعمل قائمة على فهم المسترشد وفهم مشكلته مع تحديد هل حل المشكلة يحتاج الى نصائح إرشادية ام يحتاج الى برنامج إرشادي .
- التخطيط لبرنامج إرشادي ملائم .
- تحيد مدى تقدم المرشد النفسي فى العملية الارشادية .
ثانيا : خطوات التشخيص :
يمر التشخيص بعدة خطوات متتالية وهى تحديد المشكلة ، الاعداد لتشخيص ، التزود بالمعلومات ، معالجة المعلومات وتفسيرها ، تكوين فرض تشخيص ، تكوين فرض تنبوى ، وضع الفرض على محك الاختبار ، التقرير النهائى . وسوف نشير الى كل خطوة كما يلى :
- تحديد المشكلة :
يشعر الشخص بوجود مشكلة لدية عندما يجد نفسه فى موقف غير مرغوب ولا يعرف كيف يتصرف في او عندما يوجد امامه بدائل ولا يستطيع اختيار بديل منها او عندما يفشل فى توظيف طاقاته وقدراته فى تحقيق أهدافه .. الخ فى هذه الحالات تكون المشكلة واضحة المعالم ويمكن الاستدلال عليها من الشخص نفسه او من ملاحظة سلوكه فى مواقف الحياة اليومية . وقد تكون المشكلة تكون المشكلة غير واضحة المعالم ويصعب الاستدلال عليها ويرجع ذلك ويرجع الى عدة عوامل منها : نقص او تشويه المعلومات المرتبطة او عدم وجود استجابات ظاهرة محددة تصفها ا وان الشخص يقاوم تذكرها والحديث ناتجة عن أفكارها واتجاهاته وسلوكيات وكفاءته وقد ترتبط المشكلة بعلاقة الشخص مع الاخرين او مع البيئة او مع الظروف الحالية.
- معالجة المعلومات وتفسرها :
يتم معالجة المعلومات بطريقتين هما : الطريقة الكمية والطريقة التحليلية ونشير إليهما كما يلي :
أ ) الطريقة الكمية
تقوم الطريقة الكمية على رصد استجابات المسترشد على الاختبارات النفسية وتحويلها الى تقديرات كمية تكون صالحة للمعالجات الإحصائية . فى بعض الأحيان يتم قياس وجود الخاصية فقط عندما يجاب على الاختبارات بنعم / لا وفى احيان أخرى يتم قياس وجود الخاصية وشدتها باستخدام مدرج للاستجابة يحدد الفروق فى الشدة مثل : توجد بدرجة : شديدة ، متوسطة، لا توجد
يتم تفسير الدرجة باستخدام أسلوب إحصائي مناسب مثل : التكرارات المتوسط والوسيط ومعامل الارتباط … الخ ، ثم يستخلص منه مؤشرات أداء المسترشد او سمات شخصيته او خصائص أخرى مثل الميول والاتجاهات او وجود مشكلات سلوكية او اضطرابات انفعالية .
ب ) الطريقة التحليلية :
عندما يكون هدف التشخيص تقييم شخصية المسترشد من حيث خصائصه والصعوبات التى يواجها بجانب تشخيص مشكلته ، ومعرفة التطور التاريخي لهذه المشكلة ، فان ذلك يتحقق باستخدام الطريقة التحليلية .
معرفة نمط المسترشد Type of counsel
أولا : أنماط مرغوبة :
أ) النمط السهل : المسترشد لدية الحالة المزاجية طيبة و يتوافق بسهولة للظروف الجديدة , و لدية الدافع و الامل للاكانبة تحقىق الهدف.
ب) النمط الكفء : المسترشد لدية قدرات و معارف و مهارات تساعدة على أنجاز الاهداف .
ج) النمط الارادى : المسترشد لدية حرية الفعل فى أن يفعل أو لا يفعل , يستطيع أن يقاوم و يتحمل و يساير و يبدع و يفكر .
د) النمط الديني :
المسترشد فى هذا النمط يتشكل فى ضوء : القيم والمعايير والأوامر والنواهي للدين يعتنقه ، الفرق بين الفعل الأخلاقي والفعل السيكولوجي الإداري ، الأول يحكم علية من زاويه الحي والشر ، والثاني يحكم عليه من السواء ، واللاسواء ، فالأول يندرج تحت النمط الديني والثاني يندرج تحت النمط السكيولوجى ، وهذا لا يمنع من اندماج النمط الإداري والنمط الديني معا
ثانيا : أنماط غير مرغوبة:
يندرج تحت هذا التصنيف الأنماط الآتية :
(أ) النمط الاستهوانى ( الإيجابي ) :
يوجد نمطان للاستهواء :
الأول : الاستهواء الإيجابي ويتصف المسترشد فى هذا النمط بتقلبه لأفكار الاخرين دون نقدها ويكون شخصا منصاعا ، ولا يستفد من خبرات الاخرين
الثاني : الاستهوانى السلبي و يتصف المسترشد فى هذا النمط بفعل عكس ما يطلب منه او بعدم فعلة
(ب) النمط الخامل :
يتصف المسترشد فى هذا النمط ببطء الانفتاح على الاخرين ، وقلة النشاط والميل الى الانسحاب من الواقف الجديدة وعدم وجود دافع لبذل الجهد فى التعليم او العمل .
(ج) النمط الصعب :
يتصف المسترشد فى هذا النمط بعدم وجود أنماط منتظمة فى شخصيته ، كما أنه يستجيب بشدة لما يفرض علية ويحتاج الى وقت طويل حتى يتوافق مع الظروف الجديدة او غير المألوفة .
(د) النمط أحدى النظرة :
فى هذا النوع نجد المسترشد ينظر الى العالم والاحداث من منظور واحد ، وهذا بالطبع يجعلة يتحامل على الظروف ، ويصدر أحكاما مسبقة، ويعزو الاسباب دائما الى اموار خارجية.
(هـ) النمط المرتاب :
يوصف المستشد فى هذا النمط بالتردد بين الإثبات والنفى ، فلا يستطيع ان يحدد هل هو مذنب ام لا ، هل صدر عنه هذا السلوك ام لا .
(و) النمط النرجسي :
فى هذا النمط يكون المسترشد مغرورا ويكرر دائما العبارات التى تشير الى تفوقه والى الاهتمام بمظهره ، ويشعر ان ثقافة عالية بالمقارنة بثقافة المرشد النفسى وبثقافة الاخرين ، ولذلك نجده غير راضى باستمرار عن الاقتراحات التى يقدمها المرشد النفسى ، بل يبحث عن اكتشاف العيوب والاخطاء ( من وجهة نظرة ) فى كل فكرة او رأى او حتى تعليق من قبل المرشد النفسى ، ويشعر بالسعادة عندما يجد المرشد النفسى يستمع اليه باهتمام وبثنى علية
(ز) النمط السادي :
فى هذا النوع : يسيطر على المسترشد التشاؤم ، ويعتقد ان الشر هو السائد فى هذا العالم ، والمسترشد من هذا النوع يستمتع بسماع القصص التى تحكى أخطاء والام الاخرين .
– التقرير النهائي :
في ضوء خطوات التشخيص التي اشرنا إليها سابقا ، يمكن وضع تصور للجوانب التي تشمل عليها ملخص التشخيص تمهيدا لاتخاذ القرار كآلاتي :
1- تعريف المشكلة وتحيد أسبابها وأعراضها الدالة عليها ، مع تصنيف الأسباب والأعراض في ضوء نظريه ما أو معايير دولية أو الاثنين معا ، مع اظهار مدى الاتفاق والاختلاف بين وجهات نظر المسترشد والقائمين على تربيته ، والمرشد النفسي
2- تحديد ما إذا كانت هذه المشكلة يمكن حلها عن طريق خدمات الإرشاد النفسي ، أم أن الأمر يتطلب الإحالة إلى متخصص في مجال أخر مثل : المعالج النفسي والطبيب
3- تحيد نمط المسترشد ، مع ضرورة تحديد جوانب القوة والضعف في شخصيته ، وما يتوقع من المسترشد أن يقوم به من اجل حل المشكلة والحالة التي عليها الآن .
4- تحديد الموقف الذي نشأت فيه المشكلة ، مع بيان ما إذا كانت هناك مواقف أخرى غير المواقف التي نشأت فيها المشكلة يكون لها علاقة بالموقف الأصلي ثم تحديد المكان المقترح الذي تحل فيه المشكلة .
5- وضع فرض تشخيصي يمكن التحقيق منه ويكون في ضوء نظرية ما أو معايير دولية .
6- فحص العوامل أو الجوانب المرتبطة بالمشكلة والتي يجب التركيز عليها أثناء العملية الإرشادية .
7- تحديد مستوى المهمة بالإجابة عن السؤال ماذا يجب فعله من أجل حل المشكلة ؟
8- تحديد نمط التعليم بالإجابة عن السؤال كيف ؟ فطالما أن الإرشاد النفسي عملية تعليمية ، فيجب تحديد كيفية حل المشكلة ، ويفيد هنا أهمية معرفة مدخلات ومخرجات السلوك .
9- تحديد الظروف المناسبة لحل المشكلة .
وفي النهاية يجب التنبيه على أن مراحل عملية التشخيص المشار إليها ، وتحديد البرنامج الإرشادي المناسب لحل المشكلة والاستراتيجية التي يتضمنها البرنامج ليست إطاراً جاهزاً وثابتاً يتبع مع كل مسترشد ، ولكنه نموذج للتوضيح ولتنظيم خطوات التشخيص ، ويمكن للمرشد النفسي أن يضيف ويختصر في هذه الخطوات كلما ظهرت حاجة لذلك .
ثالثا : مرجعية التشخيص :
ثمة مرجعان للتشخيص : الأول يتم في ضوء التنيفات الدولية التي تهيم بوضع تصنيف للفتات المرضية والثانى يتم في التراث الادبى لنظريات علم النفس . 1- التشخيص في ضوء التصنيفات الدولية للأمراض
من التصنيفات الدولية للأمراض والتي يتم التشخيص في ضوء محكاتها تصفيات :
(lCD , DSM ، ) ، دليل الجمعية المصرية للطب النفسي ونشير إلى كل تصنيف كآلاتي :
أ – ICD – 10 :
المراجعة العاشرة للتصنيف الدولي للأمراض . والذي أصدرته منظمة الصحة العالمية (1992 ) تصنيف الاضطرابات النفسية والسلوكية
ب – DSM – IV
دليل التشخيص والإحصاء ( الطبعة الرابعة ) للاضطرابات النفسية والذي أصدرت جمعية الطب النفسي الامريكية .