الأرق ومشاكله
الأرق يحدث للعديد من الأمراض النفسية والعضوية، مثل مرض الفشل الكبدي الذي يؤدي إلى بعض المشكلات في النوم وحدوث خلل في فترات النوم، أيضاَ مرض الاكتئاب من أعراضه الأرق فهو يجعل المصاب به يستيقظ مبكراً جداً عن ميعاده
ولا يستطيع النوم مرة أخرى، ومرض القلق يجعل الشخص ينام (تخاطيف) بمعنى أنه ينام ويستيقظ عدة مرات كما يجد صعوبة في الدخول في النوم، وبقية الأمراض النفسية أيضاً من أعراضها الأرق مثل مرض الفصام الذي يؤدي إلى مشكلات في عدم النوم، ومرض الوسواس القهري، وأحياناً يكون الأرق عرضا لأشخاص ينامون طوال الليل لكنهم يشتكون من عدم النوم، وهذا الكلام غير صحيح في حقيقته لأن الجهاز العصبي للإنسان لا يحتمل مرور 48 ساعة بدون نوم، والذي يحدث أن الشخص ينام لكن نوم (تخاطيف)، فهناك نوعان للنوم: الأول: النوم مع حركة العينين السريعة، والثاني : النوم بدون حركة العينين السريعة، والنوع الأول الذي تحدث فيه حركة العين السريعة ينقسم إلى أربع مراحل، اثنتان منها تتبعان مرحلة النوم العميق، والشخص الذي يقولم إنه لم ينم منذ ثلاثة أو أربعة أيام نجده ينام في الحقيقة ولكنه لم يدخل مرحلة النوم العميق، فالنوم مهم جداً لأنه يضبط كيمياء الجسم كله، ويجدد نشاط الخلايا، والشخص الذي لا ينام جيداً يشعر بأنه مرهق لأنه لم يأخذ القدر الكافي من تجديد الخلايا أثناء النوم.
وحول الأرق عند الأطفال: تقول د. هبة العيسوي: يصيب الأرق الأطفال الذين لديهم بعض المشكلات مثل القلق الشديد، والمعاناة من الكوابيس والفزع في الليل وهما مختلفان ولا يرادفان بعضهما، فنجدهم يعانون من الأرق والمشي أثناء النوم لا يشعرون بحدوث هذه الحالة لديهم، ولكن يعرفون عندما يستيقظون ويجدون أنفسهم في مكان مختلف عن المكان الذي ناموا فيه، كما أن هناك أنواعاً من مرض الصرع تجعل الإنسان يستيقظ خلال نومه ويحدث له تشنج في الأطراف.
وتنبه د. هبة العيسوي إلى أن تناول الحبوب المنومة يُعد كارثة محققة على الجهاز العصبي، وتنصح بوصفات النوم الطبيعية كحل أمثل: وتقول: الحبوب المنومة التي يتناولها الإنسان بدون استشارة الطبيب هي كارثة محققة بالفعل على الجهاز العصبي لأنها تجعل الإنسان يتعود على وجودها حتى يستطيع الدخول في النوم، فهي تجعل النوم مرتبطاً بالدواء، وهذا خطر يؤدي إلى إرهاق الشخص وإلى نوع من الإدمان لهذه الحبوب المنومة بالنسبة للجهاز العصبي. لذلك فالأوقع أن يتعود على النوم الصحي، وهو النوم في وقت محدد. وعدم الذهاب إلى السرير إلا عند الرغبة في النوم. وعدم الجلوس على السرير إلا عند الرغبة في النوم، وعدم الجلوس على السرير بالساعات ومشاهدة التليفزيون أو ممارسة أي شئ ويكون السرير للنوم فقط حتى يرتبط هذا المكان في المخ بالنوم، وتهوية الغرفة جيداً، وأخذ حمام دافئ قبل النوم، وتناول مشروب مهدئ مثل القرفة أو الكاموميل وتحليته بالعسل، فهذه هي وصفات النوم الطبيعية، واستعمال الأدوية في الحالات المصاحبة للمرض النفسي، ولكن حتى في حالة الإصابة بأحد الأمراض النفسية مثل الاكتئاب فإن الطبيب يصف مضاداً للاكتئاب وليس بالضروري تناول الأدوية المنومة، فنحن كأطباء نفسيين نلجأ إلى المنومات في أضيق الحدود وهي غير مطلوبة بالنسبة للشباب والمراهقين أنها تتسبب في إدمانها والتعود عليها، لذلك نحاول في هذه الحالة وصف مركبات كيميائية أخرى للشباب لا تؤدي على التعود عليها.