احترمي عبقرية طفلك 

احترمي عبقرية طفلك

40 ألف طفل سيغيرون وجه العالم .. هذا ما ذكره التقرير الأخير لليونسيسف .. وهؤلاء الأطفال هم الأطفال المبدعون أو العباقرة .. فكيف يمكن التعرف على هذا الطفل؟ .. وكيف يمكن تنمية قدراته الإبداعية حتى يصبح ضمن هؤلاء الذين يصنعون مستقبل العالم؟!

نلجأ إلى المهتمين بالنفس البشرية وأسرارها الخاصة بالإبداع.

يقول د. أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي في كلية الطب جامعة عين شمس ورئيس الجمعية  العالمية للطب النفسي.

أن العبقرية هي الذكاء والقدرة على تغير المجتمع وتخليصه من بعض المتناقضات في أحد ميادين النشاط الإنساني .. و العبقري هو من يحدث تغير في أذواق الناس وفي وجدانهم .. وهو الذي يقدم إلى الإنسانية انتصاراً في اتجاه ما، لا تستطيع الأغلبية تحقيقه. فهو ظاهرة نادرة في الحياة.

ومن هنا كان العبقري شخصاً متفوق الذكاء، يمتاز بحساسية مفرطة للمعرفة و”إذا حاول أن ينتج فهو يفضل التجديد، ويمتاز بغزارة الأفكار والصور الخيالية التي تنهال عليه في يسر، وتمكنه من أن يرى العالم في كل لحظة من زاوية جديدة. وإضافة إلى ذلك فهو متفوق في قدرته على تقييم ما يفعله ويضعه في الموضع اللائق في السياق، سواء سياق النغم أو اللون أو الأحداث أو القضايا.

ويؤكد الدكتور أ؛مد عكاشة أن النشاط العبقري أو ألابتكاري أو الإبداعي يقوم على ثلاث دعائم هي :

الوظائف الخاصة بالإدراك : إن العباقرة لديهم استعداد خاص لحل المشكلات  الأساسية واليومية في حياتهم وحياة الآخرين، كذلك لديهم قدر كبير من المرونة.

وظيفة إدراك المشكلات: وتعتمد على الأصالة والطلاقة والمرونة والتجديد بشرط الاستفادة من الماضي وبدون هذه الصفات لا يكون هناك عمل ابتكاري.

التقييم : لا يمكن لعبقري أن مبدع تحقيق عبقريته بدون تقييم لذاته أو تقييم الآخرين له ويضيف الدكتور أحمد عكاشة أنه في عام 1921 قام تيرمان بدراسة على 700 طفل ذكاؤهم فوق الـ 140 (العبقري من يتجاوز ذكاؤه 140) ومضى يتابعهم خلال مراحل تطورهم وانتهى من دراسته إلى النتائج التالية :

. ينحدر الأطفال الموهوبون من أصول عائلية يغلب عليها التفوق العقلي بشكل ملحوظ.

. معظمهم لديهم أخوة ذوو ذكاء فوق الـ 120.

. معظمهم صحتهم البدنية أفضل من عامة الأطفال.

. لم ينعدم عند الأطفال الموهوبين صفات معينة مثل ضيق الأفق وعدم الاستقرار الوجداني وفقدان الروح المعنوية والعجز عن التوافق الاجتماعي.

. يتفق هؤلاء الأطفال في السمات الشخصية والذكاء الاجتماعي، أي قدرة الطفل على حسن التصرف في المواقف الاجتماعية والاهتمامات العامة والألعاب. ومن النتائج الطريفة أن الفتيات الموهوبات في هذا البحث وكان عددهن 300 من مجموع 700 بدت عليهن مظاهر الذكورة عندما قورنت جوانب معينة في سمات شخصيتهن بفتيات عاديات .. ويلخص لنا الدكتور أحمد عكاشه سمات العبقري المبدع بالآتي :

.  إحساس بالاختلاف عن المحيطين به، وبدون هذا الشعور لن يصبح متبكراً أو مبدعاً.

. الاطلاع: لا يوجد إبتكار دو ماض حافل بالجدية والقراءة والإطلاع.

. البيئة الاجتماعية التي تؤدي دوراً كبيراً في ظهور العبقري. وثبت أن العباقرة في طفولتهم من سن 2 إلى 3 لديهم قدرة على ترديد الألفاظ وثراء لغوي كذلك لديهم مقدرة على التذكر والتخيل أي إذا جعلنا طفلاً عمره عشر سنوات يتأمل صورة ثم طلبنا منه أن ينظر في إطار فارغ نجد أن الصورة مازالت موجودة في ذهنه ويسقطها على الإطار. وقد اتضح أن العباقرة لديهم هذه القدرة بصورة مذهلة، وكان (تشارلز ديكنز) يقول إنه يرى قصصه ثم يكتبها. وقال لكاتب ناشئ: “كل ما عليك أن تثير خيالك حتى تصل إلى حالة الإبصار وعندها تكون قد وصلت”. ولا يوجد عبقري لم يقدم على محاكاته النماذج السابقة، يتدرب عليها المرة تلو الأخرى، ويحاكيها إلى أن يصل إلى الإنتاج الإبداعي .. وقد أصبح مفهوماً الآن أن الأدب ليس هواية ولكنه تخصص علمي.

وفي النهاية يؤكد الدكتور أحمد عكاشة على أن رعاية المبدعين واكتشافهم مبكراً يقع على عاتق الدولة والجهات التعليمية والثقافية والأسرة، فالعباقرة هم الثروة الحقيقية للوطن.

ولا شك أن التحدي الحضاري العالمي هو في عدد العباقرة في كل مجتمع وليس في الأسلحة وخزائن المال المكدسة .. ,من أجل تحقيق ذلك علينا بالاهتمام بتنمية القدرات الإبداعية عند الأطفال هذا ما تؤكده الدكتورة هبة إبراهيم عيسوى أستاذ مساعد الأمراض النفسية والعصبية بكلية الطب جامعة عين شمس : وتوضيح أن الطفل الموهوب هو الطفل الذي يتميز بالتفوق عن مرحلته العمرية في بعض القدرات مما يجعله مساهماً وفعالاًَ في تحقيق الرفاهية للمجتمع في المستقبل ويجب إتاحة الفرصة كاملة للطفل لممارسة هواياته واهتماماته فهذه هي الطريقة الفعالة لاكتشاف موهبته.

وعن مواصفات الأطفال المبدعين تقول الدكتورة هبة:

. لديهم اهتمامات أكثر من الأطفال العاديين ورغبتهم في التعلم أكثر وأسرع.

. كما أنهم ذوو حساسية عالية وعاطفة جياشة وطاقة زائدة ويشعرون بالملل بسهولة وهم دائما في احتياج إلى أشخاص ناضجين لاحتوائهم ومساعدتهم من أجل تحقيق أفكارهم الكبيرة التي ينشدون تحقيقها.

كما أنهم يتعلمون عن طريق الاستكشاف ولا يحبون الحفظ ويرفضون أنه يكونوا مجرد مستمعين فهم لا يجلسون في أماكنهم صامتين إلا إذا كانوا مندمجين في شئ يجذب اهتماماهم ويرتبط باهله والمقربين إليه ارتباطاً قوياً وهذا يجعله يخاف من الموت أكثر من الآخرين.

والأطفال الموهوبون ينسحبون عندما يشعرون بتهديد أو رغبة أو في حالة عدم وجود تفاهم أو تواصل بينهم وبين والديهم أو مدرسيهم. وبالرغم من أن الأطفال الموهوبين مختلفون عن غيرهم من الأطفال إلا أننا يجب أن نتذكر أنهم مازالوا أطفالاً لديهم نفس الاحتياجات الاجتماعية والنفسية للأطفال.

. وعن استراتيجيات الوالدين للتعامل مع الأطفال الموهوبين تقول د. هبة عيسوى

. إعطائهم وقتاً فعالا: يحتاج الأطفال الموهوبون إلى قضاء وقت مع أباء متفاهمين قياديين .. فالطفل الموهوب يحتاج إلى انتباه ورعاية الآباء لمناقشة القيم والأفكار والتعرف على كيفية التصرف بطريقة تكون مقبولة اجتماعياً.

. لا تكبت الطفل الموهوب: يجب على الآباء عدم كبت أو إحباط الطفل والحرص على الإجابة على أسئلته مهما تكن كثيرة.

. الإثارة العقلية للطفل: يجب على الآباء البحث عن كل الطرق للإثارة وتفتيح عقل الطفل بالإضافة لتعزيز وتقوية مهاراتهم من خلال إطلاعهم على الكتب والموسوعات واصطحابهم إلى المكتبات والمعاهد التعليمية والأماكن الأثرية.

. تشجيع الصداقات واكتشاف الهوايات: فالأطفال يحتاجون إلى أصدقاء في مثل عمرهم ليشاركوهم اللعب ويتبادلوا معهم الأفكار.

. احترام الطفل ومعرفته: يجب أن نبدأ بالافتراض القائل بأن الطفل لا ينوي عمل شئ  خطأ فعلينا أن نخاطبهم بأسلوب يفهمونه ونبتعد عن التعليمات والأوامر المشددة.

الحفاظ على نظام ثابت للقيم والمعايير والروابط الأسرية وذلك لحساسية هؤلاء الأطفال للعالم المحيط بهم.

وأخيراً لا تحدد حياة طفلك: فعليك بعدم السماح لطفلك أن يكون عنده وقت فراغ يسبب له بعض الضيق ودعه يبحث عن طريقة ليشغل وقته

الابتكارالابداعالتميزالذكاءالطفل الموهوبالعبقرية