إدارة الأزمات النفسية للمراهق

“إدارة الأزمات النفسية للمراهق”

 

 

 

 

 

ا د  هبه عيسوى

استاذ الطب النفسى

كلية الطب – جامعة عين شمس

 

 

 

 

المراهقة مشكلة الأبناء التي يعانى منها الأباء والأمهات في العصر الحالى المسمى بعصر السماوات المفتوحة وهى مرحلة من مراحل النمو التي يجب أن نفهمها حتى نتعامل معها بطريقة تربوية سليمة.فالواضح  هو  النمو البيولوجي الذي يحدث تغيرات جسمية وجنسية .و الجانب الاخر له علاقة   بنواحي النمو الأخرى منها الانفعالية والاجتماعية والعقلية و لذلك علينا أن نسترجع مجالات النمو للمراهق .

  • النمو المعرفي للمراهق: تشهد فترة المراهقة عمليات إعادة تنظيم لتفكير الفرد يترتب عليه ظهور مستوى جديد من النشاط العقلي لديه يعرف بالتفكير الشكلي أو التقليدي وهو تفكير مجرد  والمراهق يبدوا متحرراً من قيود الحيز والزمان ، قادراً على أن يطوف بكل مكان في العالم.
  • النمو الانفعالي عند المراهق: يتميز بعده خصائص منها العنف وعدم الاستقرار فهو يثور لأتفه الأسباب ويظهر عدم الاستقرار في التقلب المزاجي من حين لآخر ما بين أمل واسع ثم إحباط ويأس شديدين ومن ثقة بالنفس فشعور بالنقص.وكذلك ينتابه  مشاعر   جديدة تأرقه و تجعلة غير مستقر نفسيا و منها :
  • القلق ومشاعر الذنب: ويتمثل في هذه المرحلة في الخوف من المجهول متوقعاً خطراً ولكنة لا يدرى من أين سيأتي هذا الخطر.وهذا القلق مرتبطاً بالدوافع الجنسية التي تشتد مقترنة بمشاعر الذنب والخوف ولكنه لا يعرف كيف يواجهها حتى يتحكم فيها. وقد ينقلب هذا القلق إلى قلق عام في مما  يؤدى إلي تشتت الانتباه والتركيز والشعور بالتعاسة وقلة الكفاءة العامة التى تظهر فى تدهورة الدراسى و عدم القدرة على التحصيل.
  • التركز حول الذات: إن المراهق يستطيع من خلال التفكير المحدد الذي يتميز به في هذه المرحلة أن يفكر في حالاته هو نفسه فهو يتوقع رد فعل الأخر تجاه مظهره وسلوكه وتكوينه الجسمي وكفاءته وجاذبيته بالنسبة للجنس الآخر. ولا يستطيع أن يخرج عن إطار الذاتية فيعتقد أن الجميع مشغولون بالأمور التي تشغله هو ذاته ويتضح من خلال دراسة الخصائص النفسية  و الانفعالية  للمراهق   أن  أي   مفهوم ينميه  المراهق عن ذاته  إنما يستقر لديه  لأنه سبق  وأن  أثبت أنه  يؤدى له

وظيفة توافقية  أي  يقدم له حلاً لمشكلات التوافق بشكل أو بآخر. غالباً ما يضطرب هذا المفهوم في هذه المرحلة لما يعانيه المراهق من اضطراب في جوانب النمو الأخرى مما يتطلب ضرورة مراجعة نظرته من جديد وهو أمر بالطبع ليس سهلاً واصطلح على تسميه هذه الأزمة “أزمة الهوية” .وهى تشكل محور الازمات النفسية في هذه المرحلة  .     كيف يواجه المراهق انفعالاته؟

يلجأ المراهق إلى تدابير خاصة حتى يوجه أزمة الهوية منها:

– النشاط الزائد ،-   الانغماس في أحلام اليقظة ،- التوحد حيث يتحول المراهق بشعوره كلياً إلى شخصية حقيقية يتوحد معها توحداً تاماً . – الانعزال والإنزواء وقد يؤدى هذا الاضطراب الانفعالي في أغلب الحالات إلي التأخر الدراسي رغم ارتفاع نسبة الذكاء,  لأنه في هذه الفترة في حاجة شديدة إلي من يعاونه في حل مشاكله الشخصية حتى يتخلص  من عدم الاتزان وفقدان القدرة على التركيز.

نظراً لأن مشكلات المراهقة تحتاج إلي حلولاً ماسة من خلال تحديد متطلبات النمو في هذه المرحلة  حتى يتبين كيف يمكننا أن نشبع احتياجاته ولكن بأساليب بسيطة وسهله التنفيذ.

ونظراً أن المراهق يعانى كثيراً من الضغوط الاجتماعية والبيئية والذاتية فتؤدى إلى الألم النفسي من اكتئاب وقلق وخوف وحسره وندم تأنيب ، يأس وإحباط ، غيره وكراهية وخجل وتردد ووسواس وشعور بالخوف والرغبة في التواري لكل هذه الأعراض الثقيلة والمنتشرة في مرحلة المراهقة والشباب

 

 

 

بالتالي يصبح السؤال كيف يواجهه المراهق الحياة بطريقة  جديدة  ؟

 

فهناك عدة خطوات عملية علية اتباعها :

  • أرسم صورة جميلة لنفسك: صورتك عن ذاتك هي سمه نجاحك , لكي ينجح الشخص لابد أن يري نفسه ناجحاً وأنه جدير بالنجاح , ولكي تحول فشلك إلى نجاح لابد أن ترى وأن تتحسس عضلات ذراعيك القوية القادرة على دفعك من الأزمة التي وقعت فيها و تنهض بك إلى سماء النجاح.  إذن البداية من عندك أو من عند رؤيتك لذاتك  وإحساسك بنفسك إذن   “أنا ناجح أنا  أستحق  النجاح”  . مثلما يرى الإنسان نفسه في المرآة فإنه يستطيع أن يرى نفسه من الداخل  . ومن أقدر منه على رؤية داخله فهو يري صورة الذات.  إذن فالإنسان يملك قوتين: “قوة جسده – وقوة ذاته”. وقوة الذات هي القوة القائدة التي تسيطر على العضلات فتبعث فى الانسان قوة خارقة  تسيطر على   نزواته وعلى شهواته    و  على  العكس فاذا كانت صورة الذات  ضعيفة  فان القوة العضلية تصبح لاشىء . أذن قوة الانسان الحقيقية  تنبعث من داخلة  أى من الصورة الايجابية لذاتة .  فتبعث روح التحدي والعزم والتصميم والإصلاح.          فنجاحك بيدك وفشلك بيدك.
  • ابدأ فوراً….. أ حذر أن  تكون  أفعالك   هى ردود أفعال  :

الحرية هي اختيار ومسئولية والحر لا يخاف وهو يتحمل الاختيار بناءاً على قراره . فيفعل أي يبادئ بالفعل… أي لا تكون حركته فى الحياة مجرد ردود أفعال… وهو يبدأ ويبادر. هو يفكر في البدائل…يصل الى الحلول. والذين يعتمدون على ردود الأفعال لا ينجحون أبداً.                    فالنجاح يحتاج الى المبادرة .

لا تجلس  وتفكر  وتبكي  وتتألم  من أجل الأشياء التي لا تستطيع التحكم فيها  ولا الأشياء التي لا تستطيع أن تفعلها ولا الأشياء التي لا تستطيع أن تحصل عليها وتذكر دائماً أن هناك أمور قدرية  لا تستطيع أن تتحكم فيها مثل لون جلدك ، حالة الطقس واختيارك لوالديك.

  • كن مخلصاً لمن تحب ….

  الثراء الحقيقي هو حب الناس لك.  ثروتك الحقيقية هي الناس الذين يحبونك…. أنت غني بأسرتك, بجيرانك ، بأصدقائك . وحتى يحبونك الناس لابد أن تكون صادقاً وأن يشعروا  بإخلاصك . أن   أقصر الطرق إلي قلوب الناس هو أن  تكون بجانب من يحبونك وقت الشدة, ولا تتركهم أبداًَ ، قدم كل ما عندك من مساعدة لا تبخل بشيء.

حافظ على سر صديقك لا تثرثر ولا تتطوع بسرد الحكايات لتثبت أنك عالم ببواطن الأمور فهذا يفقدك كثير من ثقة الاصدقاء فيك ..

  • اسمع الآخرين يسمعونك …. أفهمهم يفهمونك …. لابد أن تعطى للناس فرصة ، لابد أن تساعدهم ، لابد أن تظهر الاهتمام الكافي وأن تعطى عيناك وأذناك وقلبك لهم وشجعهم لكي يعبروا عن مشاعرهم ، أنظر إلى وجه محدثك ، لا تبتعد عيناك عن وجهه لا تنظر إلى شئ آخر ، أدخل في الموضوع مباشرة لا تضيع الوقت وتحدث بلغة تتناسب مع مستوى مستمعك ، لا تنفعل بشدة فتضرب على المائدة أصمت إذا حاول مستمعك أن يقاطعك وإذا تكررت مقاطعته أطلب منه برفق أن يتيح لك الفرصة للانتهاء.فالتركيز العاطفى مفيد و معناه أنك منفعل بما يقول محدثك…أى أنك تسمعه بعقلك و قلبك …           فتترك  كلماته  أثرا  فى  مشاعرك .
  • حول فشلك إلى النجاح …. الانتصار هو أن تقف بعد أن تقع ، أن تدون أو تتناقش مع نفسك أسباب الفشل ، ألا يغيب الهدف عن عينك .  أن تعيد بسرعة استجماع قوتك وترتيب أولوياتك .                                      أن تعرف الوسائل لتفادي هذا الفشل ، الأهم أن تستفيد من هذا الفشل لتحقق نجاحاً أكبر ودفعه  أبعد  للأمام  بل وقفزه إلى أعلى إلى النجاح الباهر.                    أجعل نفسك مرنه قادرة على التكيف مع المشكلا ت و الظروف الناتجه عن الفشل.    أبتعد عن الشكوى  الكثيرة  لان  من يعانى من  خيبة ألامل  و هو دائم السخط على الحياة  .   فيتخذ موقفا سلبيا تجاة الحياة و تجاة نفسة , فينتقد كل من حوله دون موضوعية و يرى المستقبل مظلم و لا أمل فى الغد .
  • ثق بنفسك …. إيمانك بالله مصدر قوتك …. الثقة بالنفس أن يكون الشخص عارفاً نفسه ,  راغباً بإمكانياتها,  مدركاً لأحقيتها بالثقة, مطمئناً إلى الاعتماد عليها فهي تجعل الإنسان, قادراً على استغلال واستثمار قدراته على أمثل وجه.
  • الثقة بالنفس تبعث إلى التفاؤل  والتوقع الحسن  والثقة  بالآخرين.
  • الإنسان الواثق بنفسه ماهر في سلوكه الاجتماعي, نظراته ثابتة,  وجهه هادئ  وخطواته واثقة  و ابتسامته  صافية .
  • الإنسان الواثق بنفسه يستمع جيداً إلى رأى الآخرين ويستفيد منه وليست لديه حساسية لنقد الآخرين بل  يستمع  بهدوء .
  • حب النجاح للآخرين كما تحبه لنفسك:
  • ابتعد عن أن تكون نفسك هي محور حياتك فقط.
  • أجعل محور حياتك المبادئ الإنسانية التي تجعل للآخرين نصيباً فى كل نجاح.
  • لا تتعجل المكسب القريب أمام إغراءات تبعدك عن الطريق الرشيد وتشدك إلى عالم الرزيله
  • لا تجعل النجاح السطحي الذي يعجب به الناس هو محورك الأول والأساسى.
  • أجعل نفسك رقيبك الأول على تصرفاتك وسلوكياتك:
  • راجع نفسك في معاملاتك مع الناس.
  • عليك أن تؤمن أن من يزرع حقاً يحصد حقاً ومن يزرع كراهية يحصد كراهية.
  • اجعل نفسك كريمة وعلى استعداد لأن تعطى دون أن تأخذ أو ترضى بالقليل.
  • اتبع مفهوم الوقاية:
  • لا تنتظر وقوع الكوارث ثم تستجيب لها  بل  أمنع  وقوعها.
  • لا تترك الأمور للصدفة.
  • ضع سيناريو مستقبلي لكل ما هو متوقع.
  • الاحتياجات والإجراءات الوقائية تحميك من المفاجآت.
  • حاول معالجة ما يقلقك من مخاوف  قبل  أن  يستفحل مثلا اذا شعرت بخجل عند و جودك وسط الجماهير فلا تعتذر و لا تنسحب.
  • اذا كنت ممن يخشون تحمل المسؤولية و يهربون منها , قرر من اليوم عكس ذلك  و  تغلب  على  ترددك  و شكوكك .
  • لا تقل أنى لا أستطيع أن أفعل ما هو أفضل من هذا…………….. بل قل  أستطيع      أن      أفعل       ما                هو        أفضل.
  • لا تقل  ليس لدى    حلاً آخر       بل   قل  أن  لدى  بدائل   أخرى.
  • لا تجعل الحالة المزاجية المتقلبة للآخرين تتحكم في مزاجك أو في نقاء فكرك أو   في   عزيمتك.

 

 

  • تعلم فن إدارة الوقت لأن حسابات الوقت دقيقة ولها  قيمة  في  حياتك.

 

 

  • كن رحيماً لأن الرحمة تنزع الغضب من النفوس وتثبت الحلم في القلوب وتخلق الحب والسلام فتصير متسامحاً قوياً وهذه أقصى مراتب القوة.  فالقوى هو المتسامح.